responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 247


جل مجده وثناؤه فقوله « الله » اخبار عن الضمير المتصل ونعت وتمجيد له بالالوهية وتوطئة وتمهيد للجملة الثانية التالية المسوقة لبيان الوحدانية على ما سيجيء بيانه عن قريب .
توضيح ذلك أن لفظ الجلالة « الله » مشتق ومأخوذ من إله يأله إلها قال في القاموس : وأصله إله كفعال بمعنى المفعول الى أن قال « والتأله » التنسك والتعبد « والتالية » التعبيد « وإله » كفرح تحير وعلى فلان اشتد جزعه عليه « وإله » فزع ولاذ « وإلهه » اجازه وآمنه انتهى . وقريب منه المحكي عن الصحاح في الوافي عن الكافي مسندا عن هشام بن الحكم انه سأل أبا عبد الله ( ع ) عن أسماء الله واشتقاقها « الله » مما هو مشتق قال فقال لي يا هشام « الله » مشتق من إله والإله يقتضي مألوها . الحديث .
أقول : فيه اشارة وعناية إلى معناه الاشتقاقي فإنه سبحانه إله كل مألوه وخالق كل مخلوق وفي هذا السياق وفي هذا المعنى روايات اخرى مما يمكن أن يستشهد به في المقام فتحصل ان إطلاق لفظ الجلالة « الله » على الذات الخارج عن الحدين التعطيل والتشبيه انما هو بعناية تحير العقول فيه أو بالعنايات الأخرى التي ذكرناها - والفرق بين هذا الاسم الشريف وغيره من أسمائه تعالى ان هذا الاسم من حيث انه حاك عن الذات بلحاظ ما قدمناه من العنايات المذكورة فلا محالة يتصف وينعت بجميع الأسماء الحسنى ولا يوصف واحد من الأسماء به ولا دليل على كونه علما شخصيا واسما جامدا ولا دليل على انه علم للذات المستجمع لجميع صفات الكمال فلا عناية فيه غير العناية الملحوظة في أصل معناه الاشتقاقي وليت شعري بأي عناية أدبية وعلمية يكون هذا الاسم حاكيا عن الذات المستجمع لجميع صفات الكمال ولا يمكن أن يكون علما بالغلبة أيضا فإن استجماع جميع الكمالات في الذات عند الموحدين بحسب البرهان والإيقان لا يوجب ان يكون جميع ذلك مدلولا ومفهوما من « الله » وهذه المغالطة لا تخفى عند المحصلين من أهل البحث والنظر .
قوله تعالى * ( لا إِله إِلَّا أَنَا ) * . الآية - لما كانت الجملة الأولى مسوقة لإثبات الألوهية للذات فلو كانت هذه الجملة لهذا الشأن أيضا للزم التكرار فلا محالة تكون هذه الجملة مسوقة في مقام تنزيه الذات وتقديسها عن الشريك ونفي الأنداد والأضداد وحيث ان الجملة الأولى بمنزلة الموضوع لهذا التهليل والتقديس فلا محصل لان يكون الثانية لإثبات الموضوع وهي الذات أو للإثبات والنفي معا فعلى ما ذكرنا لا تكون ( الا ) للاستثناء بل بمعنى الغير وبمنزلة النعت أي لا إله غيري موجود .
قوله تعالى فاعبدني قال في أقرب الموارد وعبد الله عبادة وعبودة وعبودية أطاع

247

نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست