responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 218


علو الذات وارتفاعه عن النقائص ولازم ذلك الأمر الوجودي هو تنزيه الذات وتقديسة ويصح أن يقال ان التحميد نوع خاص من التسبيح وسيجيء مزيد توضيح لذلك في تفسير ذكر السجود .
قوله تعالى * ( بِاسْمِ رَبِّكَ . ) * الآية الاسم العلامة وكل شيء تدل دلالة ما على شيء آخر فهو اسم وعلامة وصفة ونعت لهذا الشيء سواء أكان لفظا وكانت دلالته على مسماه بالجعل والوضع مثل الأعلام أم تكوينيا مثل دلالة البناء على الباني والصنيع على الصانع والظاهر ان المراد سبح ربك بذكر أسمائه الدالة على قدسه وتنزيهه فيكون المراد تنزيه الذات وتسبيحه لا تنزيه الاسم ولو كان المراد تسبيح الاسم لما احتاج الى حرف التعدية فإن باب التفعيل لا يحتاج في تعديته الى مفعوله الى الجار اما بناء على ما ذكرنا فيكون قوله تعالى « باسم » مفعوله الثاني ويشهد على ما ذكرنا ما رواه في البرهان عن التهذيب بإسناده عن عقبة بن عامر الجهني قال لما نزلت * ( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) * قال لنا رسول الله ( ص ) اجعلوها في ركوعكم ولما نزلت * ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ) * قال لنا رسول الله اجعلوها في سجودكم .
وفيه عن ابن شهرآشوب عن تفسير القطان قال ابن مسعود فقال علي يا رسول الله ما أقول في الركوع فنزل * ( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) * قال ما أقول في السجود فنزل * ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ) * .
أقول لا يخفى دلالة الخبرين على ما ذكرنا ودلالتهما أيضا ان التسبيح في قوله تعالى * ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ) * انما وقع على الذات وان الاسم انما هو بعنوان المرآتية والوسطية على المسمى والمدلول لا بعنوان الموضوعية فتحصل مما ذكرنا ان الظاهر في الآية الكريمة المبحوث عنها هو الأمر بتسبيح الذات الاحدية اي سبح ربك بأسمائه الحسنى الدالة على قدسه ونزهه وكذلك بعينه الكلام في قوله تعالى * ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ) * الآية بالفرق الذي ذكرناه قال في المجمع في تفسير المقام اي فبرئ الله مما يقولونه في وصفه ونزهة عما لا يليق بصفاته وقال في تفسير قوله تعالى * ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ) * وقيل نزه ربك عن كل ما لا يليق به من الصفات المذمومة والأفعال القبيحة لأن التسبيح هو التنزيه عما لا يليق به انتهى .
فعلى هذا يكون معنى الذكر الواجب في الركوع والسجود سبحان ربي العظيم وبحمده بإضافة بحمده كما هو مفاد بعض الروايات ومورد فتوى الأعلام هو التسبيح بالحمد على ما شرحناه لا التسبيح المطلق بالسلوب والنفي ولا التسبيح بالتكبير وهذا

218

نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست