responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 185


وما ورد انهما المسجد الحرام أو الحرم ولعل سر هذا التعبير في الآية الكريمة وفي هذه الروايات هي التوسعة من حيث الاستقبال فعين الكعبة هي القبلة مطلقا الا ان التوسعة في استقبالها وإحرازها وإحراز الجهة التي هي فيها تسهيلا للأمر على العامة والطرق التي وردت في الروايات ليست على الدقة العلمية لإحراز العين بل جميعها لإحراز الجهة التي هي فيها فلا مناص من القول ان التوجه نحو المسجد الحرام بلحاظ الطريقة إلى الكعبة لا من أجل استقلالها من كونها قبلة فلا بد من تأويل كلام القائلين ان الجهة قبلة البعيد بما ذكرنا من البيان ولو كان آبيا عن التأويل فالأولى الإعراض عنه وتخصيص الخطاب بالرسول ( ص ) إيذانا بإكرامه في إجابته دعائه وإنجاح أمله وان الأمر انتهى الى رضائه ( ص ) برضائه تعالى وفي هذا غاية التشريف والتكريم ثم عمم الحكم لجميع المسلمين وقال تعالى وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره بالتعبير بحيثما تصريح للاستغراق وعموم الحكم لجميع الناس في كل زمان ومكان في البراري والجبال والبحار والاسفار والحضار على الرواحل والسفن وغيرها فلا ينبغي التوهم أن الآية نزلت في المدينة وهو ( ص ) والمسلمون في صلواتهم وحولوا نحو الكعبة ، انها مختصة بالمدينة ومصلين فيها .
( الآية الرابعة ) قال تعالى * ( فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَه وإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّه الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ومَا الله بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ) * ( البقرة 144 ) * ( ولَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وما أَنْتَ بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وما بَعْضُهُمْ بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ ولَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ ) * ( البقرة 145 ) الآيات .
قد عاد الكلام منه تعالى بعد تشريع القبلة ونسخ قبلة بيت المقدس لتقريع المخاصمين وتوبيخهم ومفاد الآيات ولحنها تحكي وتشهد ان اللجاج والخصام والعصبية قد بلغ غايته وعمل عمله النكير فمست الحاجة الى التعرض لشأنهم والاحتجاج عليهم وبيان إصرارهم على دفع الحق بالباطل وجحودهم الحق مع عرفانهم وايقانهم به واحتاج في المقام الى تثبيت المؤمنين وتأييد قلوبهم فقال تعالى * ( ومِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وإِنَّه لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ومَا الله بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) * ( 149 ) * ( ومِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَه لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ واخْشَوْنِي ولأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ ولَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) * ( 150 ) قد اضطرت كلمات المفسرين في تفسير هاتين الآيتين ووجه إعادتهما بعد تشريع الحكم ونسخ قبلة بيت المقدس وذكروا فيه وجوها وأقوالا وأطالوا

185

نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست