responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 156


تعالى في شيء فلا محالة يكون اختياره تعالى ورضاه عين اختيارهم ورضائهم فيكون المراد من الآية اختياره ورضائه تعالى تشريعا اي إقباله إلى الآخرة والتزود لها وإدباره إلى الدنيا والاعراض عنها لا المفاضلة بينهما كي تكون الآخرة أفضل من الدنيا .
قوله تعالى * ( ولَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ) * : عطف على سابقتها ومسوقة في سياقها الا انها أصرح وأوفى منها وبيان لما أجمل فيها فإنها إبراز عطف وحنان فكان هذا العطاء الخطير جبران لما فات منه من نعيم الدنيا وزينتها وثواب عن زهده في هذه الدنيا وللأم في قوله تعالى ولسوف للتأكيد والسين لتخليص صيغة المضارع للاستقبال وفيه إشعار إن موطن هذا العطاء انما هو في الدار الآخرة المستقبلة وقد أطلق تعالى هذا العطاء من حيث الأنواع والأقسام وكذلك من حيث الحدود والمقدار ولم يقيده بشيء إلا رضي رسول الله ( ص ) وحيث انه سبحانه صادق الوعد فلا محالة يقوم بإنجاز وعده فلا يخلف الميعاد البتة فعلى هذا تكون هذه الآية مطلقة من حيث المشية أيضا لأن الله سبحانه قد شاء وقضى ان يعطي هذا العطاء مطلقا ولم يقيده الا برضى رسوله فما من آية في كتاب الله تدل على سعة رحمته تعالى وعموم مغفرته للمذنبين الا ويدخل فيه المشية مثلا قوله تعالى * ( يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله إِنَّ الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ) * ( الزمر / 53 ) أي ان شاء يغفر فلا يزال المؤمن واقفا بين الخوف والرجاء فلا يجوز له ان يقول اني مغفور استنادا الى هذه الآية بخلاف الآية المبحوثة عنها فان العطاء الموعود لرسول الله منجز معلوم في حقه ( ص ) لان الله سبحانه قد شاء أن يعطيه ( ص ) على الإطلاق وقضى بذلك من دون قيد لإرضائه ( ص ) .
في نور الثقلين عن حرث ابن شريح عن محمد بن الحنفية انه قال يا أهل العراق تزعمون أن أرجى آية في كتاب الله عز وجل * ( يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا ) * إلخ وانا أهل البيت نقول ان أرجى آية في كتاب الله * ( ولَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ) * وهي الشفاعة وانه يعطيها في أهل لا إله إلا الله حتى يقول رب رضيت .
في المجمع ج 10 ص 505 عن الصادق عليه السلام رضي جدي ان لا يبقى في النار موحد أقول هذا البيان عن الصادق عليه السلام لا ينافي ما ذكرنا من الإطلاق في العطاء من حيث أنواعه واقسامه للإمكان أن يقال ان ذلك من باب بيان المصداق لا من باب بيان تمام المراد في الآية الكريمة .
فإن قلت كيف يمكن أن يقال ان العطاء في الآية الكريمة مطلقة من حيث المشية

156

نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست