responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 133


كما هو سنة القرآن الكريم في تحقيق الحقائق أو تلك النعوت سيقت للتقدير من المؤمنين والتشكر من مساعيهم الجميلة ومحامدهم الجليلة والحكم بفلاحهم . الظاهر هو الثاني فليس سوق هذه الصفات الكريمة الا للترفيع بشأنهم والفهم بقدس مقامهم لا لتحقيق معنى الايمان وبيان دعائمه وأصوله وأجزائه أو شرائطه . فإن جملة من تلك النعوت من المستحبات والتصريح في آخرها بثوابهم والنيل بكرامات ربهم أصدق شاهد على المدعى .
قوله تعالى * ( فِي صَلاتِهِمْ ) * أضاف تعالى الصلاة الى المؤمنين لبيان اختصاصهم بها وقيامهم بحقها واصطبارهم عليها حين غفل عنها المترفون واعرض عنها المستكبرون .
قوله تعالى * ( خاشِعُونَ ) * الخشوع في الصلاة قلبا وقالبا وروحا وبدنا قد وردت في روايات كثيرة عن أئمة أهل البيت ( ع ) وتكلم فيها فقهائهم قدس الله أسرارهم .
والآية الكريمة بإطلاقها تشمل كثيرا من تلك الفروع المذكورة الخشوع بالقلب والخشوع بالبصر والخشوع في النظر . فان لكل من ذلك الذي ذكرنا خشوعا يناسبه قال في القاموس والخشوع في الصوت والبصر التذلل والسكون انتهى . فالخشوع يتصف به القلب قال تعالى * ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الله ) * فأدنى الخشوع في القلب إحساس الحاجة والافتقار الى الله سبحانه والشعور والاستشعار بعظمته بحيث يجتمع فيه الرغبة والرهبة والخوف والطمع ويتصف به الصوت .
قال تعالى * ( وخَشَعَتِ الأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً ) * ( طه 107 ) فالخشوع في الصوت غضة مقابل الإجهار والخشونة به كما نصت به الآيات الكريمة في أدب المكالمة مع رسول الله ( ص ) .
قال تعالى * ( إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ الله أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ الله قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى ) * - الآية ( حجرات 4 ) ويتصف به البصر قال تعالى * ( خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ) * ( القلم 43 ) . قال * ( خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ ) * ( القمر 7 ) .
فالخشوع في البصر غضه في مقابل رفعه روي في كنز العرفان مرسلا كان رسول الله ( ص ) يصلي رافعا نظره الى السماء فلما نزلت التزم ببصره الى موضع سجوده وفي معناه روايات أخرى عن أهل البيت ( ع ) في الوسائل عن الكافي مسندا عن زرارة عن أبي جعفر ( ع ) الى أن قال « واخشع ببصرك ولا ترفعه الى السماء وليكن حذاء وجهك موضع سجودك » .

133

نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست