responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 130


وتميزهم عن الناس بخصوصهم إذ كان جميع الناس وأهله مأمورين بالصلاة عامة بخلاف الأمر في المقام فلا يتجاوز سواهم وهي فضيلة ومنقبة خاصة لهم وليس سياق الآية سياق قوله تعالى * ( قُوا أَنْفُسَكُمْ وأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ والْحِجارَةُ ) * - تحريم ( 66 ) ولا سياق قوله تعالى * ( وأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) * - شعراء ( 214 ) كما ذكره الجصاص وغيره من المفسرين فان سياق الاولى التهديد وسياق الثانية الانذار في مرتبة التصريح وطليعة الدعوة الى الله والمعاد بل المراد أخذ أهله بالصلاة واصطبار نفسه الشريفة عليها كي يكونوا متأدبين بآدابه وتأديبه ومتمرنين بتمرينه ( ص ) إياهم وعنايته الخاصة بهم .
وليس أيضا في مقام جعل الوجوب عليهم بالضرورة بل الآية في مقام الحث والترغيب بإقامة الصلاة الواجبة عليهم بحسب الأدلة الأخرى ويؤيد ما ذكرناه من تميز الأهل عن الناس بالفضيلة والكرامة صدر الآية وهو قوله تعالى * ( ولا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِه أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيه ورِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وأَبْقى ) * ( طه 132 ) فالآية الكريمة في مقام تزهيده عن الدنيا وما تلعب به أبنائها وعبدتها من زخارف الدنيا وزينتها والأدبار إليها والزهد فيها زهد الراحلين عنها والنظر إليها بعين المستوحشين منها ويأمره تعالى بالاصطبار على إقامة الصلاة وان يأمر اهله بها .
فالمتحصل من الآية بعد التدبر فيها صدرا وذيلا تسليته تعالى رسوله عن الدنيا والزهد فيها والإقبال إلى العبادة والزهادة بنفسه الشريفة مع خاصته وبطانته فالآية الكريمة وان كانت في بدو النظر عامة شاملة لجميع اهله وأزواجه الا ان العناية الخاصة والكرامة المبذولة في حق الأهل المذكور تأبى عن شمولها الا لمن كان قرينه ( ص ) وتلوه وقريبا منه في الزهادة والعبادة والعبودية فيتزلزل الإطلاق المتوهم من الآية في بدو النظر كما لا يخفى بداهة ان الأخذ بالإطلاق خروج عن السياق وأعراض عن الغرض المسوق له الكلام .
في قلائد الدرر عن عوالي اللئالي عن الباقر ( ع ) انه قال أمر الله ( أمره - في نسخة - ) أن يخص أهله دون الناس ليعلم الناس أن لأهله منزلة ليست للناس فأمرهم مع الناس عامة ثم أمرهم خاصة ورواه في البرهان عن علي بن إبراهيم عن أبي الجارود ومع زيادة قال فلما انزل هذه الآية كان رسول الله يجيء كل صلاة الفجر يأتي باب علي ( ع ) يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم يأخذ بعضادتي الباب ويقول الصلاة الصلاة يرحمكم الله * ( إِنَّما يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ

130

نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست