responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 103


وسنة نبيه وأفضلهم وأقربهم الى الله منزلة ومكانة فمن المستحيل في سنة الله المقدسة الحكيمة ان يفوض أمر دينه وأمور عباده رجلا فاسقا جافيا لا يعرف حرمة ربه ولا يعقل مصالح عباده ومضارهم ولا يعرف الحلال والحرام من كتاب الله وسنة نبيه فيه نقض الغرض من بعث الأنبياء وتشريع الشرائع وفيه فساد أمر الاجتماع وغير ذلك من المفاسد الكثيرة والحمد لله الذي ما جعل من عهده وأمانته للظالمين نصيبا لا قليلا ولا كثيرا .
بل المعلوم المشهود من سنة الله الحميدة أنه إذا أراد أن يصطفي أحدا من عباده بكرامته لا يزال يؤدبه ويربيه تأديب الكرام الأبرار الأحرار حتى يقويه ويؤهله لما أراد فينزل عليه السكينة فيعرف ربه بحقيقة الايمان والعيان ويؤيده بروح القدس فيعرف ما يعرف من الحقائق حق العرفان ويعرف الأحكام من الكتاب والسنة وغيرها مما يشتمل عليه الكتاب والسنة من المعارف والعلوم فلا يغيب عنه دقيق ولا جليل ويعرف الأمور التي تحت ولايته وحقيقته وحق تدبيرها وتنظيمها والأحكام المنطبقة عليها في كل مورد ومورد من الكتاب والسنة في كل مورد ومورد مقدسا ومنزها عن القياس والاستحسان والحدس كل ذلك بإفاضة روح القدس المصونة بالذات عن الخطأ والنسيان والسهو .
وقد تقدم الكلام في عصمتهم من الذنوب صغايرها وكبائرها في تفسير قوله تعالى * ( لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) * البقرة / 124 وخاصة في تفسير هذه الآية الكريمة .
ثم ان الظاهر في هذه الآية المباركة بحسب العموم في لفظ الأمر وبحسب الإطلاق في قوله * ( أَطِيعُوا ) * انه لا فرق من حيث وجوب الطاعة بالنسبة إلى الوارد بين الرسول ( ص ) واولي الأمر وكذلك بحسب الإطلاق في الروايات المأثورة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام الدالة على أن ما فوض الله الى رسول الله فقد فوض إليهم الا ان هذا العموم والإطلاق مخصص ومقيد بأدلة منفصلة أخرى قال تعالى * ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي . ) * الآية ( المائدة ) .
وقال صلى الله عليه وآله في خطبته المباركة يوم الغدير ما من شيء يقربكم إلى الجنة ويبعدكم عن النار الا وقد أمرتكم به . الخطبة .
وفي نور الثقلين ج 1 ص 500 عن كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر ( ع ) في قوله * ( أَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ) * قال هي علي ابن أبي طالب عليه السلام والأئمة جعلهم الله مواضع

103

نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست