responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 190


التعبير بلباس التقوى لاشتماله على واقع الأمر ظاهرا وباطنا لكونه مطهرا للعيوب والعوار في الستر والعلن فعن الباقر عليه السلام في تفسير هذه الآية قال واما اللباس فالثياب التي تلبسون واما الرياش فالمتاع والمال واما لباس التقوى فالعفاف ان العفيف لا تبدو له عورة وان كان عاريا من اللباس والفاجر بادي العورة وان كان كاسيا من الثياب ان الله يقول * ( ولِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ) * .
أقول قوله عليه السلام بادي العورة أي عورات شخصه ونفسه وعن الكافي عن علي ( ع ) في بعض خطبه قال الجهاد لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته .
فتحصل ان الآية ساكتة من حيث الحكم الشرعي وجوبا واستجابا ضرورة أن الآيات المسوقة في مقام الامتنان مثل قوله تعالى * ( خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ) * ( البقرة / 29 ) ومثل قوله تعالى * ( يُنْبِتُ لَكُمْ بِه الزَّرْعَ والزَّيْتُونَ والنَّخِيلَ والأَعْنابَ ومِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ ) * ( النحل 12 ) وأمثالهما . لا تفيد حلية ما ذكره تعالى في مقام الامتنان وليست هذه الموارد آبية ومناقضة بتعلق حكم من الأحكام الخمسة عليها بل مورد الأحكام ومتعلق الحلال والحرام وغيرهما هذه الموارد بعينها من دون احتمال تعارض وتزاحم بين أدلة الأحكام وبين الآيات المسوقة للامتنان ومما ذكرنا يعلم وهن ما في الكشاف في تفسير قوله تعالى * ( خَلَقَ لَكُمْ ) * الآية حيث قال قد استدل بقوله تعالى * ( خَلَقَ لَكُمْ ) * على ان الأشياء التي يصح ان ينتفع بها ولم تجر مجرى المحظورات العقلية خلقت في الأصل مباحة مطلقا لكل أحد ان يتناولها وستنتفع بها انتهى ما أردناه . وتمام الكلام موكول الى محله .
قوله تعالى * ( ذلِكَ مِنْ آياتِ الله ) * . الآية أي إنزال أنواع اللباس وصنوف الرياش مما يحتاج اليه الناس الذي يشكل فيها إحصائها من حيث كثرة الأنواع والأصناف مما يستدل به على فضله تعالى ورحمته والآية العجيبة اهتداء الناس إليها والعمل بأنواع الصناعات والانتفاع بها في إدامة حياتهم بحسب احتياجاتهم في جميع الأعصار والأزمان ( الآية الثانية ) قال تعالى * ( يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُوا واشْرَبُوا ولا تُسْرِفُوا إِنَّه لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) * ( أعراف آية 31 ) .
بيان الآية الكريمة بحسب سياقها ظاهرة في تشريع الحكم والإلزام بأخذ الزينة عند كل مسجد فإن إطلاق الأمر يدل على الوجوب والمراد من أخذ الزينة اتخاذها وأعمالها لا رفعها وسلبها والمراد من الزينة هي اللباس اي لباس الذي يتجملون به عند الخروج الى الاجتماع والجماعات بالزي المرغوب والمقبول اي بأحسن ما يمكن لهم ويكون في مقدرتهم فالآية

190

نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست