معيّن من الذهب والفضة الموجودين في خزانة الدولة فلا تجري عليها جميع الأحكام المرتبطة بالذهب والفضة ، فينبغي الالتفات إلى ذلك فإنه سوف يفيدك في هذا البحث . هناك قسم آخر من الأوراق ، ليس بورق نقدي أو ورق عملة لكنّه ذو مالية معيّنة اعتبارية كطوابع البريد فإنّ أمر ماليته بيد الحكومة لكنّه لا يقبل التبديل بالنقود بل إنّما تنجز في قباله خدمة بريدية وهكذا بطاقات الباص والقطار والطيّارة التي تتم في قبالها خدمات نقلية معيّنة . الأمر الثاني : تأريخ نشوء الأوراق المالية الأمر الثّاني : من الأمور التي يجب تقديمها لمحة تأريخية عن كيفية نشوء الأوراق المالية وتحولها عبر الزمان ، فإن الوقوف على ذلك يعيننا في معرفة الموضوع الدقيق ، ولا يخفى أن التعرف على موضوعات الأحكام بصورة دقيقة يعدّ من وظائف الفقيه المهمّة فإنه بدون ذلك لا يقدر على استنباط أحكامها ، فما اشتهر من أنّ معرفة الموضوع ليس من شؤون الفقيه ، فإنه من المشهورات التي لا أصل لها ، فنقول وعلى الله الاتكال : كانت المعاملات في قديم الأيّام وعند بزوغ المدنية البشرية بصورة المقايضة أو تبادل السِلَع وذلك لعدم وجود النقود ليتداولونها بينهم ، فصاحب الحنطة مثلًا كان يبادل سلعته بشيء من الأرز أو الشعير أو شيء آخر ممّا كان يحتاج إليه . وهذا الشكل من المعاملة قد بقي بعدُ في بعض المجتمعات الصغيرة وكذلك يشاهد في أيّامنا بين بعض الدول التي لا تقبل نقود بعض آخر ويسمّى بالتجارة على نظام المقايضة . لكنّ بما أنّ هذا الشكل من المعاملة قد وجه مشاكل كثيرة كعدم احتياج أحد المتعاملين إلى سلعة الآخر ، وصعوبة حمل السلع إلى المسافات البعيدة خصوصاً إذا كانت ذات حجم كبير ، كل هذه الأمور وأمثالها سببت في ظهور فكره إبداع النقود