responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 63

إسم الكتاب : الوافي ( عدد الصفحات : 667)


طاعتي وكن ملحا أجاجا أخلق منك ناري وأهل معصيتي ثم أمرهما فامتزجا فمن ذلك صار يلد المؤمن كافرا والكافر مؤمنا .
ويؤيد هذا التشبيه والتجوز ويشيده ما يقال إن نسبة المادة إلى مقبولاتها التي هي لابستها وخالعتها من الصور والأعراض نسبة البحر إلى الأمواج .
« فقال له أدبر » أمر اللَّه له أمر التكوين أن اهبط من عالم الملكوت والنور إلى عالم المواد والظلمات مصلحة للنظام وابتلاء للأنام إذ نظام هذا العالم وعمارته لا ينصلح إلا بنفوس شريرة [1] وقلوب قاسية وتكميل السعداء المهتدين لا يتمشى إلا بوجود الأشقياء المردودين ولأن يتحقق مظاهر بعض الأسماء فيوجد آثارها كالعدل والمنتقم والجبار والتواب والغفور والعفو فإنها أسماء إلهية وصفات ربانية لا تظهر آثارها وغاياتها إلا إذا جرى على العبد ذنب ولذلك ورد في بعض الأخبار : لو لا أنكم تذنبون لذهب اللَّه بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر اللَّه لهم » .
فأدبر فتوجه إلى عالم الزور وبعد عن مقام الرحمة والنور هابطا مع العقل حيث هبط وظهر في حقائق النفوس الفلكية والطبائع والصور والمواد فصار جسما مصورا من ماء أجاج وأرض خبيثة منتنة ثم صار نباتا ثم حيوانا ذا جهل هيولاني ثم اكتسب جهلا بالملكة ثم جهلا مستفادا ثم جهلا بالفعل وعند ذلك انتهى إدباره وصار في غاية البعد عن اللَّه سبحانه .
وكذلك فعل من تبعه وشيعه من الأرواح الخبيثة المنشعبة منه ويلحق به ويحشر معه في هويه إلى دركات الجحيم ونزوله إلى أسفل سافلين وإدباره في جميع المراتب تابع لإدبار العقل وإقباله جميعا وإنما تحقق بالعرض لا بالذات إذ كل من لم يقبل من شعاع نور العقل أو قل قبوله منه بقي في ظلمة الجهل بمقدار عدم قبوله منه وذلك لسوء استعداد مادته وخبث طينته .



[1] روى المفيد في كتاب " الدرة الباهرة عن الأصداف الطاهرة " عن أبي محمد العسكري عليهما السلام ، لو عقل أهل الدنيا خربت ، لطف - رحمه الله تعالى ، ف . قال شيخنا في الذريعة بعد ذكر الكتاب في ج 8 ص 90 ينقل عنه المجلسي ونسبه . . . إلى الشيخ السعيد محمد بن مكي الشهيد . " ض . ع " .

63

نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست