responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهداية ، الأول نویسنده : الشيخ أحمد الصابري الهمداني    جلد : 1  صفحه : 40


ومنفعته لفساد غيره ، فجعل عليهم قيما يمنعهم عن الفساد ، ويقيم فيه الحدود والأحكام .
ومنها إنا لا نجد فرقة من الفرق ، ولا ملة من الملل ، بقوا وعاشوا ، إلا بقيم ورئيس ، لما لا بد لهم من أمر الدين والدنيا ، فلم يجز في حكمة الحكيم أن يترك الخلق مما يعلم أنه لا بد لهم منه ، ولا قوام لهم إلا به ، إلى أن قال عليه السلام ومنها أنه لو لم يجعل لهم إماما قيما أمينا ، حافظا مستودعا ، لدرست الملة ، وذهب الدين ، وغيرت السنة والأحكام ، ولزاد فيه المبتدعون ، ونقص منه المحدون ، وشبهوا ذلك على المسلمين ، لأنا قد وجدنا الخلق منقوصين ، محتاجين غير كاملين ، مع اختلافهم واختلاف أهوائهم ، وتشتت أنحائهم ، فلو لم يجعل لهم قيما ، حافظا لما جاء به الرسول . لفسدوا الخبر ، والرواية وإن كانت وردت في علل الاحتياج إلى الإمام المنصوب من الله تعالى ، لكنه يستفاد منها حكم عام بملاك واحد ، ومناط جامع ، وهو أن الطبيعة البشرية ، والغرائز الحيوانية ، تقتضي وقوع الاختلاف ، والتزاحم والجدال ، والتنازع والتشاح ، وكذا تقتضي سلسلة من الأمور وتحققها في بقاء نظمهم ، وصيانتهم وحفظهم ، من النفاق والافتراق ، والتشعب والشقاق و إلا لفسدت عيشتهم وضاقت معيشتهم .
ولما كانت تلك الأمور مما لا يمكن تحققها ، ولا تصح صدورها من أي شخص وأي فرد فلا بد لهم من زعيم ورئيس وقيم وحاكم وإن لم يكن نبيا أو وصيا فحينئذ يقال : القدر المتيقن من الأمة والرعية للرياسة والزعامة في الجملة هو العالم الفقيه العادل .
ومنها رواية محمد بن إسماعيل بن بزيع قال : مات رجل من أصحابنا ولم يوص فرفع أمره إلى قاضي الكوفة فصير عبد الحميد القيم بماله ، وكان الرجل خلف ورثة صغار أو متاعا وجواري ، فباع عبد الحميد المتاع ، فلما أراد بيع الجواري ضعف قلبه عن بيعهن ، إذ لم يكن الميت صير إليه وصيته ، وكان قيامه فيها بأمر

40

نام کتاب : الهداية ، الأول نویسنده : الشيخ أحمد الصابري الهمداني    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست