responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهداية ، الأول نویسنده : الشيخ أحمد الصابري الهمداني    جلد : 1  صفحه : 32


أمواله ، ولكن إرث المال غير مراد قطعا ، فعلى هذا . فهل المراد أنهم ورثة الأنبياء في جميع مناصبهم ، المجعولة لهم من الله تعالى التي منها السلطنة المطلقة على التصرف في أموال الناس ونفوسهم ، أو المراد أنهم ورثتهم فيما هو من أظهر خواص النبوة والرسالة وهو أمر التبليغ والارشاد ، والافتاء ، وهداية الأنام إلى صراط العزيز الحميد ، وتعليم الناس وتزكية نفوسهم ، وتهذيب أخلاقهم الظاهر المتيقن منها هو الثاني ، كما يشهد عليه بعض عليه بعض الكلمات المذكورة في الرواية ، وتمامها على ما في الكافي ، عن أبي البختري ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن العلماء ورثة الأنبياء وذاك أن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم فمن أخذ بشئ منها فقد أخذ حظا وافرا فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين إذا الظاهر المتبادر ، إن العلماء أورثوا أحاديث الأنبياء ، وعلمهم فكما أن عليهم نشر الأحكام ، ومنهم يؤخذ العلم ، فكذلك العلماء عليهم نشرها ، وعلى الناس أن يأخذوا منهم لأن علمهم من علوم السفراء . وهو ذو وحظ وافر ، لما تمسكوا بأذيالهم واقتبسوا من أنوارهم ، واستضاؤا بنور علمهم وأما إن لهم المناصب الإلهية ، التي كانت موهبة من الله إلى الأنبياء فغير مستفاد منه ويمكن دعوى أن الظاهر من قوله العلماء ورثة الأنبياء ، إنهم الورثة في جميع المناصب ، إلا ما أخرجه الدليل ، ويدل ذيل الرواية ، على أنهم لما كانوا عالمين بالأحكام والأوضاع ، أورثوا مناصبهم وبتعبير أوفى أنه في مقام بيان المنزلة التي أوجبت للأنبياء بين الناس العظمة ، ولأجلها جعلت لهم الولاية ، وهي الفضيلة العلمية وكونهم واقفين على أحوال الأمة ، وبصيرين بالمصالح العالية ، و أن تلك الجهة موجودة اجمالا في العلماء الراشدين ، الذي وقفوا على أسرار أحاديث سيد المرسلين وآثار المعصومين ، صلوات الله عليهم أجمعين ، فهم الأتقون بالوارثة ، والنيابة عنهم ، فيما يتعلق بهم ، من الزعامة والسياسة ، والولاية

32

نام کتاب : الهداية ، الأول نویسنده : الشيخ أحمد الصابري الهمداني    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست