عليهم السلام ، وسوف يكون علمنا هذا مقدمة لذلك العمل الكبير إن شاء الله تعالى . تاريخ البدء بالعمل : كنت أفكر منذ سنوات بعيدة في ضرورة كتابة موسوعة تشتمل على غالب العلوم الإسلامية ، وخاصة العلوم المتداولة في الحوزات والجامعات وأمثالهما ، كعلم الفقه والأصول والرجال والفلسفة والكلام ونحوها . وكلما كنت أفكر في العمل كان يمنعني عن التعمق فيه سعته وعظمته ، فكنت أشغل بالي بغيره ، لأن كل قسم من هذا العمل ، مما لا يقوم به الفرد الواحد ، بل يحتاج إلى إمكانيات ضخمة جدا ، ولكن كثرة الرغبة إلى العمل ، والاحساس بضرورته دفعاني للتورط فيه شيئا فشيئا ، فبدأت بالأصول حوالي سنة ( 1405 ) وكتبت قسما منه على حسب ترتيب مادة الكلمة ، فكانت كلمة ( الاستصحاب ) تأتي في حرف " ص " أي " صحب " لا في الألف ، ثم رجحت الكتابة على ترتيب الهيئة - بإشارة بعض السادة - فبدأت من جديد حتى كتبت ما يقارب الخمسمائة صفحة ووصلت إلى كلمة " إجمال " أي ( ألف - جيم ) ، وكانت الكتابة حينئذ أكثر كمالا وجودة من حيث الكيفية والكمية . وفي كل هذه المراحل كنت أقدم الأطروحة أو النماذج المكتوبة للسادة العلماء والمحققين ، والذين لهم الخبرة بهذا العمل وضرورته ، فكانوا يشجعونني على الاستمرار فيه ، ويؤكدون على ضرورته . وفي هذه الأثناء بدا لي أن أكتب في الفقه أيضا ، فجمعت - في البداية - حوالي خمسة آلاف من المصطلحات الفقهية ، ثم بدأت بالكتابة بصورة مختصرة ، وكانت المصطلحات تزداد في أثناء الكتابة - حتى تم حرفا الألف والباء في مجلد واحد طبع في أعداد يسيرة كنموذج قدمته للسادة العلماء والأساتذة ، وما رأيت منهم إلا التشجيع والترغيب نحو العمل ، والملاحظات التي كانت تسبب كمال العمل ونضجه .