أحكام الشريعة " [1] . وقال عن كتابه الآخر - تهذيب الشيعة لأحكام الشريعة - : " وجدت بخط السيد السعيد صفي الدين محمد بن معد ، ما صورته : وقع إلى من هذا الكتاب مجلد واحد وقد ذهب من أوله أوراق ، وهو كتاب النكاح ، فتصفحته ولمحت مضمونه ، فلم أر لأحد ، من هذه الطائفة كتابا أجود منه ، ولا أبلغ ولا أحسن عبارة ، ولا أدق معنى ، وقد استوفى فيه الفروع والأصول ، وذكر الخلاف في المسائل ، وتحدث على ذلك واستدل بطرق الإمامية وطرق مخالفيهم . وهذا الكتاب إذا أمعن النظر فيه ، وحصلت معانيه ، وأديم الإطالة فيه ، علم قدره موقعه ، وحصل نفع كثير لا يحصل من غيره ، وكتب محمد بن معد الموسوي " [2] . وممن اقتفى أثرهما الشيخ المفيد ، فإنه وإن كان كتابه " المقنعة " يقرب - في طريقة التأليف - إلى طريقة الاكتفاء بنقل الروايات مع تجريد الأسانيد وتغيير يسير تستلزمه كيفية التبويب إلا أن طريقته في دراسة القضايا وكيفية تفكيره تحكي عن اهتمامه بالطريقة الاستدلالية ، ولذلك قد تربى على يديه من حصل الانقلاب في كيفية تدوين الفقه على يديه كالسيد المرتضى علم الهدى المتوفى ( 436 ) ، شيخ الطائفة الطوسي المتوفى ( 460 ) ، فألف الأول على هذه الطريقة كتابيه : الناصريات والانتصار ، والثاني كتابيه : المبسوط والخلاف . وقد بين - الشيخ الطوسي قدس سره - في مقدمة المبسوط كيفية اندفاعه نحو هذا العمل الجبار فقال : " أما بعد فإني لا أزال أسمع معاشر مخالفينا من المتفقهة والمنتسبين إلى علم
[1] إيضاح الاشتباه : 291 و 292 ، الترجمة رقم : 673 . [2] نفس المصدر .