إسم الكتاب : الموسوعة الفقهية الميسرة ( عدد الصفحات : 607)
وهكذا كان أصحاب الأئمة عليهم السلام يكتبون عنهم الفقه ، وقد كثر ذلك أيام الإمامين : الباقر والصادق عليهما السلام . قال المحقق الحلي في مقدمة كتابه المعتبر : " . . . كذا كل واحد من الأئمة حتى أن محمد بن علي عليه السلام لاتساع علمه وانتشاره سمي باقر العلم : ولم ينكر تسميته أحد ، بل شهدوا أنه وقع موقعه وحل محله ، وكذا الحال في جعفر بن محمد عليه السلام ، فإنه انتشر عنه من العلوم الجمة ما بهر به العقول . . . وروى عنه من الرجا ما يقارب أربعة آلاف رجل ، وبرز بتعليمه من الفقهاء الأفاضل جم غفير كزرارة بن أعين و . . . " ، ثم عد كثيرا من أصحابهما الفقهاء ثم قال : " وكتب من أجوبة مسائلة أربعمائة مصنف سموها أصولا . . . وكذا كل واحد منهم صلوات الله عليهم " [1] . وهذه الأصول هي المعبر عنها ب " الأصول الأربعمائة " المعتمدة عند الأصحاب في الرواية ، وهي وإن لم تكن موجودة بنفسها ، لكنها موجودة في الموسوعات الروائية مثل : " الكافي " للمحدث الكليني ، المتوفى ( 328 أو 329 ) و " من لا يحضره الفقيه " للمحدث محمد بن علي بن بابويه القمي ( الصدوق ) المتوفى ( 381 ) و " التهذيب " و " الاستبصار " لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي المتوفى ( 460 ) . وقد برز من بين هؤلاء جماعة كان الاعتماد عليهم في الفقه لدى الشيعة . قال الكشي في رجاله تحت عنوان " تسمية أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام " . " أجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب أبي جعفر عليه السلام وأبي عبد الله عليه السلام وانقادوا لهم بالفقه ، فقالوا : أفقه الأولين ستة : زرارة ، ومعروف بن خربوذ ، وبريد ، وأبو بصير الأسدي ، والفضيل بن يسار ، ومحمد بن مسلم الطائفي .