تابعي جليل القدر ، أحد أعلام هذه الأمة علما وعملا وسيادة وشرفا . . . وسمي بالباقر ، لبقره العلوم واستنباطه الحكم . كان ذاكرا خاشعا صابرا وكان من سلالة النبوة ، رفيع النسب عالي الحسب ، وكان عارفا بالخطرات ، وكثير البكاء والعبرات ، معرضا عن الجدال والخصومات " [1] . وقال عنه ابن خلكان : " . . . كان الباقر عالما سيدا كبيرا ، وإنما قيل له الباقر لأنه تبقر في العلم ، أي توسع ، والتبقر : التوسع ، وفيه يقول الشاعر : يا باقر العلم لأهل التقى * وخير من لبى على الأجبل " [2] إلى غير ذلك من التصريحات الكثيرة التي لا يسعنا التعرض لها فعلا . وأما ولده أبو عبد الله الصادق عليه السلام ، فقد ورد في حقه من الثناء ما يدل على سعة علمه ، وعظمته : فقال عنه المنصور : " إن جعفرا كان ممن قال الله فيه : ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) ، وكان ممن اصطفاه الله وكان من السابقين في الخيرات " [3] . وقال عنه مالك : " جعفر بن محمد اختلفت إليه زمانا فما كنت أراه إلا على إحدى ثلاث خصال ، إما مصل وإما صائم وإما يقرأ القرآن ، وما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علما وعبادة وورعا " [4] .
[1] البداية والنهاية 9 : 309 . [2] وفيات الأعيان 4 : 174 . [3] تاريخ يعقوبي 2 : 177 . [4] الإمام الصادق والمذاهب الأربعة 1 : 53 نقلا عن : التهذيب 2 : 104 ، والتوسل والوسيلة ( لابن تيمية ) : 52 ( الطبعة الثانية ) ، والمجالس السنية : 5 .