إسم الكتاب : الموسوعة الفقهية الميسرة ( عدد الصفحات : 607)
أما شمولها لجميع أفراد الإنسان ، فلأنها لم تختص بزمان دون زمان ، ولا بأمة دون أمة ، ولا بشعب دون شعب ، ولا بقوم دون قوم ، ولا بطبقة دون طبقة ، بل هي شريعة أنزلها الله لجميع أفراد الإنسان : ( وما أرسلناك إلا كافة للناس ) [1] ، وهي خاتمة الشرائع ، ومن لوازم الخاتمية أن لا تختص بزمان معين ولا بطبقة معينة . وأما شمولها لجميع أحوال الإنسان ، فلأنها لم تترك جانبا من جوانب حياته إلا واستوعبته كمال الاستيعاب ، لأن الإنسان - طبقا لفلسفة التكوين - له جانبان : 1 - جانب فكري ، وهو معتقداته . 2 - جانب عملي ، وهو سلوكه العملي . ولذلك يحتاج الإنسان إلى شريعة تستوعب الجانبين : الفكري والعملي معا ، والشريعة الإسلامية هي الشريعة القادرة على استيعاب هذين الجانبين بصورة كاملة وصحيحة . أما في البعد الفكري ، فإن العقيدة تكون قسما كبيرا من الإسلام ، كالاعتقاد بالمبدأ والمعاد وحاجة الإنسان إلى الهداية وسد تلك الحاجة عن طريق بعث الأنبياء ، وما يتعلق بذلك من أبحاث ومعتقدات . وأما في البعد العملي والسلوكي ، فلم تدع الشريعة تصرفا من تصرفات الإنسان إلا وأصدرت فيه حكما إلزاميا أو غير إلزامي ، سواء في حقل الأخلاق أو في حقول أخرى . وأما الأديان والمدارس الوضعية الأخرى ، فإنها إما أن اعتمدت على الأخلاق وتركت المجتمع هو الذي يبتكر لنفسه نظاما اجتماعيا ، وإما أن عكست الأمر فتركت الأخلاق رأسا . ولكن الإسلام جمع بين الثلاثة : العقيدة والأخلاق والنظام ، وأوجد منها كتلة