تاريخ أصول الفقه : ونقصد بأصول الفقه ، القواعد العامة التي يستعين بها الفقيه في استنباط الأحكام الشرعية ، والتي لم يبحث عنها في علوم أخرى كالمنطق واللغة ونحوهما . وهنا - كما في الفقه - تارة ننظر إلى الأصول كواقع خارجي ، وتارة ننظر إليه بما هو علم مدون كسائر العلوم والفنون . أما إذا لاحظناه بما هو أمر له واقع خارجي وأردنا أن نعرف بدء حدوثه فنقول : إن علم الأصول بدأ على يد الأئمة عليهم السلام وخاصة الإمامين : الباقر والصادق عليهما السلام ، فإنهما بثا من القواعد الأصولية ما شاء الله ، وقد نقلت عنهما بشكل روايات ، وهذه الروايات صارت منشأ لكثير من المباحث الأصولية فيما بعد بحيث ألف بعض العلماء كتبا أصولية على غرار الكتب الأصولية المتداولة ولكن مستندة إلى الروايات المأخوذة عن الأئمة عليهم السلام ، أمثال : 1 - الأصول الأصيلة : المستفادة من الكتاب والسنة للمحدث محمد بن مرتضى المدعو بمحسن والملقب بالفيض الكاشاني المتوفى ( 1091 ) ( 1 ) . 2 - الأصول المهمة في أصول الأئمة : للمحدث الجليل محمد بن الحسن الحر العاملي المتوفى ( 1104 ) مشتمل على القواعد الكلية المنصوصة في الأصولين - أي أصول الفقه وأصول الدين - والفقه والطب والنوادر ( 2 ) . 3 - الأصول الأصلية والقواعد المستنبطة من الآيات والأخبار المروية : للسيد عبد الله بن محمد رضا شبر المتوفى ( 1242 ) جمع فيه المهمات من المسائل الأصولية
( 1 ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 2 : 178 . ( 2 ) نفس المصدر 16 : 245 .