لمحة خاطفة عن تاريخ الفقه والأصول عند الإمامية من المناسب أن نشير - إشارة إجمالية وسريعة - إلى تاريخ الفقه والأصول عند الإمامية ، ولنبدأ بالفقه أولا : تاريخ الفقه في مذهب الإمامية : حينما نريد أن نبحث عن الفقه تاريخيا ، تارة ننظر إليه بما هو أمر متحقق في الخارج ، وتارة ننظر إليه بما هو مدون في الكتب . أما الأول فلا إشكال في أن تاريخ فقه أهل البيت عليهم السلام يساير تاريخ نشوئه ، وقد سبق أن المذهب ترعرع في أحضان الرسالة ، وأخذ ينمو على أيدي الأئمة من أهل البيت عليهم السلام . فهذا علي بن أبي طالب وهو أفقه الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله ، له آراؤه الفقهية : سواء أفتى بها في مقام الاستفتاء عنه ، أو عمل بها هو وأمر غيره بها أيام خلافته حيث بسطت يداه إلى حد ما ، بل كان له رأيه الفقهي حتى في زمن الرسول صلى الله عليه وآله ، وذلك حينما بعثه إلى اليمن ليتولى شؤون المسلمين فيها ، وكان من جملتها القضاء بين الناس . وهكذا الأئمة من بعده على ما تقدمت الإشارة إليه . وأما بالنسبة إلى الأمر الثاني - أي تاريخ بدء تدوين الفقه - فأول ما دون عندهم عليهم السلام - هو " الجامعة " ، وهي صحيفة طولها سبعون ذراعا فيها حتى أرش " الخدش " ، أملاها رسول الله صلى الله عليه وآله وكتبها علي ، وهي عند أهل بيته