< فهرس الموضوعات > إذا عرفت ذلك فهنا ثلاثة مقامات < / فهرس الموضوعات > إذا عرفت ذلك فهنا ثلاثة مقامات : < فهرس الموضوعات > الأول [ في بيان عدم الاختلاف السنخي بين السحر والمعجزة ] < / فهرس الموضوعات > الأول [ في بيان عدم الاختلاف السنخي بين السحر والمعجزة ] ليس الاختلاف السنخي بين السحر والمعجزة كما ربما يتوهم فإنّ المعجزة كلّ أمر علم أنّه فعل اللَّه ومن جانبه وهو أجراه على يد من صدرت عنه ، وليس الآتي بها هو المستقل في إتيانها ، وطريق العلم بذلك قد يكون عدم تعلَّم من الآتي بها مع امتناع صدور العمل بدونه ، كما لو أتى بمثل مبحث اجتماع الأمر والنهي على الوجه المقرّر في الحال بعد تبادل الأنظار في القرون المتطاولة ، طفل بدون تدرّس وتعلم وهكذا ، وقد يكون امتناع العمل بحسب الأسباب الطبيعية العادية الخفية منها والجلية مثل إحياء الموتى . وبالجملة لا مدخلية لعمل مخصوص في مفهوم المعجزة ، وكفى شاهدا بذلك تحقّقها في قول * ( إِنِّي عَبْدُ الله آتانِيَ الْكِتابَ ) * [1] الصادر من عيسى عليه السّلام عقيب ولادته . وعلى هذا فيمكن تحقّقها بالسحر أيضا ، بمعنى أن يأتي به شخص يعلم بعدم مراودته مع علماء السحر وعدم مراجعته للكتب لكونه أمّيا مثلا ، فالمناط العلم بأنّ الصادر من مدّعي النبوّة صادر عن اللَّه وآت من قبل الغيب ، من غير فرق في ذات الصادر بين الأفعال ، فإنّه إذا علم ذلك كان موجبا لا محالة للعلم بصدق المدّعي وحقّية دعواه ، نظير من كان قاصدا من قبل زيد إلى بعض متعلَّقيه وحاملا لبعض إسراره إليه ، مظهرا لخاتم زيد المخصوص به الغير الممكن الوصول إليه إلَّا بإعطاء نفس زيد . فإنّ هذا الخاتم حينئذ لا شبهة في كونه علامة دالَّة على