الماتن استبعاد ذلك وهو في محله إذ لا إشكال في كون الحمرة من الاعراض التي لا توجد إلا في الموضوع ولا ريب في كونهما من مقولة الكيف ولا إشكال في انها من الكيف المحسوس ولا شك في انها من الانفعاليات وكون الحمرة التي قابض لنور البصر في الجملة مما لا غبار عليه والبياض نوع آخر مفرّق لنور البصر وضده مما لا خفاء فيه فلا بد من يدخله فيه أن يلتزم بالاشتراك اللفظي إذ الجامع البعيد لا يفيد والقريب بين الضدين كما ترى فلا محالة لا بد من إنكاره كما لا يخفى وكيف كان الدم الأبيض إذا فرض العلم بكونه دم نجس لان الفرض انه دم ولا مانع من شمول أدلته له كما لا مانع من إطلاقه على عموم مراتبه مع اختلاف الفاحش فيها شدة وضعفا وروى في خبر فصد العسكري صلوات اللَّه عليه حيث نقل فصّادان أبا محمّد عليه السّلام بعث إليّ في وقت صلاة الظهر فقال لي افصد هذا العرق قال الراوي فناولني عرقا لم أفهمه من العروق التي تفصد فقلت في نفسي ما رأيت أمرا أعجب من هذا يأمرني أن أفصد وقت الظهر وليس بوقت الفصد والثانية عرق لا أفهمه ثم قال لي انتظر وكن في الدار فلما كان أمسى دعاني وقال سرح الدم فسرحت ثم قال أمسكها فأمسكت ثم قال كن في الدار فلما كان نصف الليل أرسل إليّ وقال سرح الدم قال فتعجبت أكثر من عجبي الأول وكرهت أن أسئله فسرحت فخرج دم أبيض كأنه الملح قال ثم قال لي كن في الدار فلما أصبحت أمر قهرمانه أن يعطيني ثلاثة دنانير فأخذتها وخرجت ثم سئلت عن الطبيب النصراني الفارسي عن فعله فقال الرجل الفارسي هذا الذي تحكيه فعله فهو المسيح في دهره مرة والرواية منقولة في كتب الأحاديث كما في البحار عن الخرائج والجرائح والوسائل عن الكافي مع اختلاف نسخة الوسائل تارة بأنه كالملح وأخرى كاللبن لكن الناس في خبر عدل المؤمن لفي إنكار فكيف بنقل فصّاد الكافر النصراني فهل كان إبرازه عليه السّلام من باب المعجزة فلم يكن الأمر كذلك وهل كان لاستعمال الأدوية كما في الفرع الآتي فما الداعي عليه وهل كان من خواص الإمامة فليس للإمامة خواص أو لا ولو كان ولو بدليل آية المباهلة فلم يعد من خواص النبي صلَّى اللَّه عليه وآله حتى ينتقل إليه فحينئذ فما لم يعرفه علماء التشريح بتمام أصنافهم وأطباء الدهور