نام کتاب : المسح على الأرجل أو غسلها في الوضوء نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 148
ولا حجة لهم بالقياس على الخف لأن دين الله لا يصاب بالقياس على أن المسح على الخف كما علمت . أما حديث المغيرة فباطل ، وإن أخرجه مسلم . وقد قال فيه أبو عمر بن عبد البر : إنه حديث معلول [1] . قلت : ولعل أبا حنيفة والشافعي ومالكا إنما لم يأبهوا به لكونه معلولا عندهم أيضا . وللمغيرة سيرة مكر وخداع وتقلَّب واحتيال ، وارتماس في الموبقات وانغماس في الشهوات ، وانطلاق في الغدر وتجاوز للحدود فيما يحب وفيما يكره ، ولا سيما مع من يواليهم من أعداء آل محمد صلَّى اللَّه عليه وآله ، ومع من يعاديهم من أولياء الله ورسوله . دخل في الإسلام حقنا لدمه من بني مالك ، وذلك أنه وفد مع جماعة من أشرافهم على المقوقس وهو في الإسكندرية ، ففاز المالكيون دونه بجائزة الملك ، فحمله الطمع بها على الغدر بهم ، فدعاهم إلى الشراب وهم مستسلمون لصحبته فجعل يسقيهم حتى إذا أخذ السكر مأخذه من مشاعرهم عدا عليهم فقتلهم عن آخرهم ، فصفت له أموالهم ، وحيث لم يجد معتصما من أهلهم غير الالتحاق بالإسلام وفد على رسول الله صلَّى اللَّه عليه وآله وهو في المدينة ، فدخل عليه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا صلَّى اللَّه عليه وآله رسول الله ، فقبل إسلامه جريا على سنّته في ذلك مع المؤمنين ومع المنافقين ، وحين عرض عليه أموال بني مالك ترفّع عنها ، وكان له أخذها ، لأنها من أموال المحاربين المستحلَّين منه ما حرّم الله تعالى ، لكن لما كان أخذها غدرا أبت نفسه القدسية قبولها فأوفرها عليه [2] . إن إسلامه هذا يعطيك صورة من مبادعه ودواعيه ،
[1] نقله عنه ابن رشد في ص : 14 من الجزء الأول من بدايته . [2] أخرج هذه القضية ابن سعد في ترجمة المغيرة ص : 285 ، من الجزء الرابع من كتاب الطبقات بسنده إلى المغيرة نفسه قال : كنا قوما من العرب متمسكين بديننا ونحن سدنة اللات ، فأراني لو رأيت قومنا قد أسلموا ما تبعتهم ، فأجمع نفر من بني مالك الوفود على المقوقس وأهدوا له هدايا ، فأجمعت الخروج معهم . الحديث ، وقد سمعت مضمونه .
148
نام کتاب : المسح على الأرجل أو غسلها في الوضوء نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 148