الخيارات تعرض الشيخ ( قدس سره ) [1] إلى تعريف الخيار أولا ، وقبل الدخول في البحث فيه لا بد من التنبيه على أمرين : أحدهما : إن صاحب الكفاية ( رحمه الله ) [2] في كفايته كثيرا ما ينفي الفائدة في إطالة الكلام في التعريفات المذكورة لبعض العناوين ، لأنها تعاريف لفظية يقصد بها شرح الاسم . فهل تعريف الخيار من هذا القبيل ؟ ، فلا يهم التعرض إليه أولا ، بل له ثمرة عملية فيهم التعرض إليه ؟ هذا ، مع أنه قد اشتهر أنه لا مشاحة في الاصطلاح ، فالتعرض للتعريف الاصطلاحي ومناقشته قليل الجدوى . الحق أنه لا بد لنا من إيقاع البحث في مفهوم الخيار وتحديد معناه ، إذ قد وقع بهذا العنوان في لسان الأدلة ، فيترتب على تحديده أثر عملي . فلا بد من معرفة المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي ، وهل بينهما ارتباط ومناسبة أم لا ارتباط بينهما ، بل هما متبائنان ؟ فإذا كانا متبائنين ، فلا وجه لحمل اللفظ على المعنى الاصطلاحي لأنه معنى مستحدث لا يمت للعرف بصلة ، بخلاف ما إذا كان بينهما العموم والخصوص المطلق ، كما سيأتي توضيحه .
[1] الأنصاري ، الشيخ مرتضى : المكاسب ، ص 214 ، الطبعة الأولى . [2] الخراساني ، الشيخ محمد كاظم : كفاية الأصول ، ص 215 ، طبعة مؤسسة آل البيت ( ع ) .