إسم الكتاب : الفقه والمسائل الطبية ( عدد الصفحات : 337)
أثناء عملية جراحية أو أسباب أخرى في الغدد الأخرى ، وربما يتأخر سن اليأس إلى ما بعد سن الخامسة والخمسين والحيض ، فإذا كان الطمث منتظما فلا بأس من ذلك ، لكن إذا حدث تغيير في كميته وأصبح غير منتظم وجب استشارة الطبيبة النسائية ، إذ ربما يكون ذلك لاخذ هرمونات أنثوية أو وجود أورام خبيثة ( مثل الأورام الليفية ) وأورام سرطانية بالرحم أو أورام على المبيض . . . [1] . أقول : مطالب هذه المسألة تحتاج إلى توضيح طبي أكثر من ذلك ، ثم إلى تفكيك استنباط الأطباء الحدسي والاحصائيات غير البالغة حد الثبوت اليقيني عن ما يشاهد حسا بالآلات الحديثية . والذي يصلح للاعتماد عليه في الفقه وتحديد الاحكام وحتى تأويل النصوص المخالفة هو الثاني لا غير ، فإن الاستنباط الحدسي أو الاحصاء الظني غير حجة لاحد . ( الفصل الرابع ) : في المباحث الفقهية المتعلقة بالمقام ، وهي ثلاثة على ما يخطر ببالي عاجلا : ( الأول ) : تحديد سن اليأس وانتهاء الحيض ، فإن الفقهاء اختلفوا فيه على أقوال ثلاثة : فعن المشهور أن المرأة غير القرشية [2] وغير النبطية تيأس ببلوغ الخمسين سنة ، وأما هما فبلوغ ستين سنة ، وعن جمع أن يأس مطلق النساء ببلوغ الخمسين بلا فرق بين القرشية والنبطية وبين غيرهما ، وعن العلامة رحمه الله - في بعض كتبه - أنه ببلوغ الستين مطلقا من مبدء ولادتها [3] . ولا دليل معتبر على واحد من هذه الأقوال رغم ادعاء بعض الفقهاء
[1] ص 434 إلى ص 436 نفس المصدر . [2] القرشية : المنتسبة إلى النضر بن كنانة . [3] لاحظ ص 161 ج 3 من الجواهر .