والجدير بالذكر هنا الإشارة إلى أمرين : 1 - من جملة ما استثناه شيخنا الأنصاري قدس سره في مكاسبه المحرمة من حرمة الغيبة قصد ردع المغتاب من المنكر [1] ولكن سيدنا الأستاذ الخوئي قدس سره ناقشه نقاشا متينا [2] . 2 - ومن جملة ما استثناه الشيخ المذكور نصح المستشير [3] ، فان النصيحة واجبة للمستشير . أقول : أما وجوب النصح فيدل عليه صحيح معاوية بن وهب عن الصادق عليه السلام : يجب للمؤمن على المؤمن النصحية له في المشهد والمغيب . ومثله صحيح الحذاء [4] . لكن النسبة بينه وبين حرمة الغيبة هي العموم من وجه ، ففي مورد الاجتماع تقع المزاحمة فلا بد من الاخذ بالأهم ، وهو يختلف باختلاف الموارد والحالات . وأعلم أنه يجب حفظ الايمان ويحرم الحنث كتابا وسنة وهذا مما لا إشكال فيه . لكن قال رسول الله صلى الله عليه وآله كما رواه الشيعة [5] وأهل السنة : إذا رأيت خيرا من يمينك فدعها وهذا استثناء من وجوب حفظ الايمان وحرمة الحنث ، وهو أصل مهم .
[1] لاحظ المكاسب المحرمة . [2] مصباح الفقاهة بحث الغيبة . [3] المكاسب المحرمة . [4] ص 594 ج 11 الوسائل . [5] ص 175 ج 16 وسائل الشيعة .