السماوات ولا في الأرض ) [1] وقال تعالى : ( ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا أنهم لا يعجزون ) [2] . وبالجملة : بطلان هذا التخيل على ضوء العقل والدين غير خفي ، وقد ثبت في محله أن الكائنات تفتقر إليه تعالى في وجودها وصفاتها وأفعالها حدوثا وبقاءا . على أن تأثير الأسباب في المسببات ووصول الانسان الساعي إلى الأسباب أيضا من سنة الله ومشيئته ، وقال سبحانه : ( ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء ) [3] ، وقال سبحانه : ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ) [4] . وهل علم الانسان وقدرته إلا قطرة مفاضة من علمه وقدرته اللذين لا يتناهيان . ولب الكلام أن البحث في إرادته التشريعية التي هي بمعنى طلبه تعالى شيئا أو تركا من المكلف من طريق إرادته واختياره فقد يمتثله المكلف وقد يعصيه . لا في إرادته التكوينية التي يستحيل تخلف المراد عنها بناء على وحدة واجب الوجود واستحالة الشرك . وهذا فليكن ببال القراء في جميع مطالب هذا الكتاب وغيره . وإن أراد القائل المذكور أن دفع الموت حرام على المكلفين ، فهذا شئ ممكن عقلا لكنه باطل لعدم دليل في الكتاب والسنة يدل على