إمامة من بلسانه لثغ ونحوه من شروط صحة الإمامة أن يكون لسان الإمام سليما لا يتحول في النطق عن حرف إلى غيره ، كأن يبدل الراء غينا ، أو السين ثاء ، أو الذال زايا ، أو الشين سينا ، أو غير ذلك من حروف الهجاء ، وهذا يقال له : اللثغ لأن اللثغ في اللغة تحول اللسان من حرف إلى حرف ، ومثل هذا يجب عليه تقويم لسانه ، ويحاول النطق بالحرف صحيحا بكل ما في وسعه ، فإن عجز بعد ذلك فإن إمامته ، لا تصح إلَّا لمثله ( 1 ) ، أما إذا قصر ، ولم يحاول إصلاح لسانه ، فإن صلاته تبطل ( 2 ) من أصلها ، فضلا عن إمامته ، وهذا الحكم متفق عليه بين الحنفية ، والشافعية ، والحنابلة ، إلَّا أن الحنفية يقولون : إن مثل هذا إذا كان يمكنه أن يقرأ موضعا من القرآن صحيحا غير الفاتحة وقرأه فإن صلاته لا تبطل ، لأن قراءة الفاتحة غير فرض عندهم ، وخالف في ذلك كله المالكية ، فقالوا : إن إمامته صحيحة مطلقا ، كما هو موضح في مذهبهم الآتي ، ومثل الألثغ في هذا التفصيل من يدغم حرفا في آخر خطأ ، كأن يقلب السين تاء ، ويدغمها في تاء بعدها ، فيقول مثلا المتقيم بدل « المستقيم » ، فمثل هذا يجب عليه أن يجتهد في إصلاح لسانه ، فإن عجز صحت إمامته لمثله ، وإن قصر بطلت صلاته وإمامته .
أما الفأفاء ، وهو الذي يكرر الفاء في كلامه ، والتمتام وهو الذي يكرر التاء فإن إمامته تصح لمن كان مثله ، ومن لم يكن ( 3 ) ، مع الكراهة عند الشافعية ،

« 485 » منهاج الصالحين المجلد الأول ص 171 .

550