الميكانيكية . ومثل معالجة مخلفات المصانع قبل تسريبها إلى المسطحات المائية . ولذا أخذت بعض الدول الغربية بتنقية معظم مياه المجاري قبل انسيابها إلى المياه الأرضية . وتستخلص معظم المواد العضوية بواسطة الترسيب وبفعل الأحياء الدقيقة التي تقوم باستخلاصها عند ما تمرّ الفضلات المعلَّقة عبر الأغشية الراشحة . ومع ذلك فلم ترجع الأنهار والبحار والبحيرات إلى نقاوتها الأصلية . وهناك في أوروبا هيئات توجب العمل على تنظيف واستخراج مياه الشرب من المناطق التابعة لها ، والتحكم في فضلات المجاري والأوساخ التي تلقى في هذه الأنهار ، ويعتقد بأن اهتمام هؤلاء العاملين ينتج عنه انهار نظيفة ، لكن من الواضح أنّ النظافة قبل التوسيخ ليست كالنظافة بعد التوسيخ . ومع أنه يتم إعادة معالجة المياه الملوثة في بريطانيا بكل دقة واهتمام إلَّا أن معظم الأهالي يصابون بمختلف الأمراض الناشئة عن التلوث وغيرها [1] . ومع كل ذلك فلم يرجع الأمر إلى الحالة الطبيعية . ويعتبر تلوث الماء بالمواد المشعّة من أخطر أنواع التلوث ، وتنتج المواد المشعّة عن التجارب النووية والمفاعلات الذرية والمحطات النووية [2] وعن حفظ
[1] حتى أنك لا تجد في تلك البلاد خوام طعام إلَّا وفيه قناني دوائية ، شربة أو قرصا أو ما أشبه ذلك . [2] في نهاية الثمانينات هبط إنشاء المحطَّات النووية إلى 50 محطَّة بعد أن كان عددها في بداية الثمانينات 200 محطَّة ، وذلك لأمور منها : فقدان الوسيلة المناسبة لتخزين نفاياتها ولقصر عمر المحطَّات التي لا تتجاوز ثلاثين عاما وللتخوّف من استخدام الموادّ النووية في صنع السلاح . وإنّ المحطات النووية تنتج ما يسمّى بالغبار الذرّي يتصاعد إلى طبقات الجوّ العليا ليمتزج مع السحب ويسقط على شكل أمطار ويلوّث الإنسان فضلا عن التربة والمياه ، ويصل تلوّثه إلى الإنسان عبر الاستنشاق أو عبر شرب الماء الملوّث بالإشعاع أو أكل الخضروات والفواكه أو بتناول لحوم الحيوانات أو ألبانها ، وإن العاملين في هذه المحطَّات يتعرّضون أكثر من غيرهم لجرعات إشعاعيّة تزيد عن خمسة - ريم - وهي وحدة قياسيّة للإشعاعات ممّا يؤثّر على سلامتهم وسلامة نسلهم ، هذا وإنّ للتفجيرات النووية موادّ مشعة كاليود المشع والذي يصل عمره إلى أكثر من مائة عام والذي يترسب على سطح الخضروات ومياه البحار ويسبّب سرطان الغدّة الدرقيّة . والكربون المشع ويصل عمره إلى 5800 سنة ويترسب على سطح المحاصيل الزراعيّة ويسبّب أمراضا مزمنة . والاسترونشيوم ويصل عمره إلى 28 سنة ويترسب على التربة ويحوّلها إلى تربة غير صالحة للزراعة . والسيزيوم ويصل عمره إلى ثلاثين سنة ويترسّب على النباتات والتربة .