غير المرغوبة فيها وغير الصالحة لغذاء الأحياء المائية ، وينتج عن ذلك غازات كريهة وسموم تتراكم سنة بعد أخرى لتقضي على الحياة في الوسط المائي الملوث بها . وينجم عن التلوث الحراري ، فقس بيوض الأسماك قبل مواسم توفر الغذاء المناسب مما يجعلها تواجه خطر الإبادة الجماعية . أما التلوث البيولوجي يعني وجود مكروبات أو طفيليات مسببة للأمراض في المياه ، كبعض أقسام الديدان أو البلهارزيا أو الطحالب أو ما أشبه ذلك ، تسبب في تغيير طبيعة المياه ونوعيتها . ولا بأس بأن نشير إلى أن الرواية الواردة في أن بني إسرائيل كانوا مأمورين برفع نجاسة البول بالقرض ، واردة بالنسبة إلى البول فقط لا سائر النجاسات ، وإلى بني إسرائيل فقط ، مما يدل على أنهم قد أمروا بالقرض الشديد لتطهير مخرج البول وما أصابه البول ، لا القرض بالمقراض مما يسبب قطع قطعة من اللحم ، فإن القرض يسمى أيضا قرضا من باب التشبيه . وقد أمروا بذلك ربما لأن ماء مصر ومنذ القديم كان محل جرثومة البلهارزيا ، ولا يندفع هذا الجرثوم إلَّا بالقرض الشديد ، وهو موجود في البول بسبب المياه ، على تفصيل ذكره الأطباء ، ولسنا نحن بصدد تفصيله [1] . على أي حال : فاللازم تجنيب البحيرات والبحار والأنهار وما أشبه ذلك ، من المخلفات الصناعية التي يتم تصريفها إلى الماء ، والتي تؤدي إلى تلوث الماء بالأحماض والقلويّات والأصباغ والمركبات الضارة والأملاح السامة والدهون والدم والبكتيريا والصابون والمنظفات الصناعية وما أشبه ذلك من
[1] وقد ذكر الإمام المؤلَّف تفصيل ذلك في « موسوعة الفقه : كتاب الآداب والسنن وكتاب الطهارة » .