وكذلك من الملوثات الهوائية مركبات الكبريت الأخرى ، حيث يوجد الكبريت [1] في صورة سوائل في كل من الفحم والبترول ، وبعد عملية الاحتراق ، فإنه تتصاعد إلى الجو بصورة غازات سامة . وينتج غاز ثاني أكسيد الكبريت في المصافي النفطية من احتراق زيوت الوقود التي تستخدم في الأفران . كما وينتج أيضا من احتراق الغازات الزائدة في المشاعل الحرارية ، ويخرج أيضا مع الغازات العادمة . ومن طبيعة هذه المركبات الكبريتيّة أنها تمتص الرطوبة لتكوّن حوامض لها تأثير سلبي على الأغشية المخاطية وعلى العيون . كما وتسبب الغازات الناتجة عن اتحاد الكبريت بالماء الحساسية للأجزاء الرطبة من بشرة الإنسان . وأضف إلى ذلك مضاره السيئة على الجهاز التنفسي حيث يتسبب في نوبات السعال والحساسية مسببا أمراضا خطيرة في الرئتين . ويعدّ هذا إلغاز مسؤولا إلى حدّ ما عن زيادة معدلات الربو الحاد والمزمن والالتهابات الرئوية وانتفاخ الرئة . كما أنه يعيق عملية تنظيف الرئتين ، كما وإن لثاني أكسيد الكبريت آثار ضارة على خضرة الأشجار والنباتات . كما وأن مداخن المصانع في البلدان الصناعية تملأ الأجواء بثاني أكسيد الكبريت الذي يتساقط على الغابات والأنهار والبحيرات فيدمّرها تدميرا تدريجيا ، تاركا آثاره على جسم الإنسان . وإلى جانب تأثير مركبات الكبريت على الإنسان والكائنات الحيّة والنباتات ، فقد وجد أنها تسبب تلفا للفلزات والمعادن والمواد المستعملة في البناء حيث تؤدي إلى سرعة صدأ المنشآت الحديدية والمباني المبنية من مواد الحديد .