في الجملة . وقد أشرنا في بعض كتبنا إلى أن رسول اللَّه « صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم » أعطى الماء لأهل بدر الذين جاؤوا لمحاربته ، كما أن رسول اللَّه « صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم » أعطى الأموال لأهل مكة قبل فتحها وهم كفار محاربون [1] . وهكذا أعطى الإمام عليّ عليه السلام الماء لأهل البصرة وأعطى الإمام الحسين عليه السلام الماء لمن جاؤوا لقتله ، وقد نوّهت في دراسة عن الإمام الحسين عليه السلام إلى بعض أبعاد عمل الإمام الحسين عليه السلام ، وإلا فالماء الذي سقى به جيش الحر - وكانوا ألف فارس وراجل - وقال لأصحابه : ( اسقوا القوم ماء ورشّفوا الخيل ترشيفا ) [2] لو كان قد ادخر هذا الماء لنفسه لما عطش هو وأهل بيته يوم عاشوراء . وهناك رواية عن رسول اللَّه « صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم » فيها إشارة إلى ما ذكر آنفا : ( لكل كبد حرّى أجر ) [3] . نعم يجب أن لا يكون الأمر مساعدة للمعتدي على اعتدائه ، قال سبحانه : * ( لا يَنْهاكُمُ الله عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ ولَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّما يَنْهاكُمُ الله عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ ومَنْ يَتَوَلَّهُمْ
[1] للاطلاع على سلوكيات الرسول الأكرم « صلى اللَّه عليه وآله وسلم » في الحرب راجع كتاب « ولأول مرّة في تاريخ العالم » وكتاب « أسلوب حكومة الرسول والإمام أمير المؤمنين » وكتاب « لماذا تأخر المسلمون ؟ » للإمام المؤلف « دام ظله » . [2] تاريخ الطبري : ج 6 ص 226 . [3] جامع الأخبار : ص 139 ، بحار الأنوار : ج 74 ص 370 ح 63 ب 23 . وجاء في لسان العرب : ج 4 ص 178 مادّة « حرر » : ( إنّ لكلّ كبد حرّاء أجر ) ؟