غربي اسكتلندا في الترسيب الحمضي لدرجات متفاوتة وفقدت بحيرات كثيرة ولا سيما في السويد والنرويج موارد سمكية إمّا جزئيّا أو كليّا . كما تسبّب الترسيب الحمضي في غسل بعض المعادن بصورة مفرطة من الترسبات الموجودة في قاع البحيرات والتربة . وهكذا فإن الإنسان الذي لا يلتزم بتعاليم خالق الكون والحياة صار سببا للفساد والإفساد . ثم إنه يعدّ التحكَّم في نوعيّة الهواء الداخلي أكثر تعقيدا من التحكَّم في نوعيّة الهواء الخارجي الذي يعتبر ملكية عامة ، إذ أن أعضاء المجتمع جميعا يستنشقون الهواء المحيط بالبيئة ، والأساس المنطقي لقيام الحكومات بالتحكم في الهواء الخارجي هو حماية صحة أعضاء المجتمع على أساس متساو سواء كانوا هم الذين سببوا التلويث أو سبّبه غيرهم ، لأن المنظمات الدولية العامة مأمورة بالإصلاح العام سواء كان هواء أو ماء أو تربة أو غير ذلك . لكن الوضع يختلف كثيرا بالنسبة إلى بعض البيئات الداخلية ولا سيما المساكن الخاصة ، فإذا تسبب سكان أي منزل في تلويث الهواء فعليهم استنشاقه ، وإذا ما حاولوا تحسين نوعية الهواء فعليهم تحمل التكاليف والتمتع بما يعود عليهم من فوائد ، إذ الأمر يخصهم ، فمن له الغنم فعليه الغرم ، وهو المثل المشهور والقاعدة الفقهية . ولذا فإن مشكلة التحكَّم في نوعية الهواء الداخلي تتوقف إلى حد كبير على إدراك الجمهور ووعيه بمختلف الأخطار الكامنة . نعم على الحكومات أيضا مساعدتهم ماديا ومعنويا إذا لم يتمكنوا هم من التنظيف ماديا أو معنويا ، وذلك من خلال الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الشريعة الإسلامية ، فقد قال سبحانه : * ( ولْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ويَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وأُولئِكَ