غير متوقعة في بعض أنواع الآفات . ومن أمثلة ذلك انتشار العنكبوت الأحمر ودودة اللوز في مصر في أعقاب استخدام بعض المبيدات الحشرية بإسراف شديد وبطريقة غير محسوبة . ولم تكن مثل هذه الآفات مصدر خطر للنباتات فيما مضى ، ولكن قتل المبيدات لأعدائها الطبيعيين ترك لها حرية التكاثر . كذلك أدى الإسراف في استخدام المبيدات الحشرية إلى القضاء تقريبا على الحدأة المصرية التي أصبحت نادرة الوجود في الريف المصري ، كما أثّر ذلك على وجود الغراب وأبي قردان والثعلب والنمر والذئب ، وأصبحت هذه الحيوانات مهددة بالانقراض . كما أدى استعمال مركب « دي دي تي » في مصر إلى ظهور العنكبوت الأحمر بكثرة على الذرة ، ومنذ بضع سنوات هجم مرض خطير على شجرة الكاكاو في غرب إفريقيا ، واتضح أن هذا المرض يسببه فيروس يحمله النمل ، وعند ما استخدمت المبيدات ضد النمل انخفضت الإصابة بالمرض ، ولكن اختل التوازن الطبيعي . وبعد فترة تفشت الإصابات بما لا يقل عن أربعة حشرات جديدة . وعلى أي حال : فإن قاعدة التوازن تحكم الكون بدقة متناهية مؤكدة على حكمة الخالق المتعالي حتى في كبر الحيوانات وصغرها ، فالعصفور لا يصل في حجمه إلى الحمام ، والحمام لا يصل في حجمه إلى العصفور صغرا . وفي الذكورة والأنوثة ، فلا يخلو جيل من الحيوان عن الذكر أو الأنثى ، فلا يزيد الثعلب على الدجاج ولا العكس ، وهكذا بالنسبة إلى كل شيء بالقياس إلى نفسه وخواصّه ومزاياه أو بالقياس إلى أعدائه أو أصدقائه ، وبالقياس إلى خصوصيات بيئته إلَّا بعارض طبيعي مثل الزلازل أو البراكين أو الفيضانات أو الصواعق أو بعارض أنساني مثل تدخل الإنسان في إزالة الحيوان أو تضعيفه أو