بالعقم نتيجة تعرضهم إلى إشعاعات ذرية ينجبون أطفالا مشوّهين جسميا أو عقليا أو مضطربين نفسيا أو من ذوي العاهات والعقد . وكيف كان ، فالحضارة الحديثة على كثرة فوائدها لكنها حيث خرجت عن مظلَّة الأنبياء « عليهم السلام » ومن خوف اللَّه سبحانه وتعالى واختلطت بالجشع والمادية والاستغلال والاستعمار وجعلت محورية المادة بدل محورية الإنسان ، فتنتج عن ذلك أمراض لا تعدّ ولا تحصى . فلا علاج من هذه الأمراض والأوبئة إلَّا بالعزوف عن هذه المظاهر والتوجه إلى مظلَّة الأنبياء « عليهم السلام » والخشية من اللَّه سبحانه وتعالى والخشوع إليه وجعل الإنسان هو المحور لا المادة والمال والدنيا وما أشبه . ففي الحديث القدسي قال اللَّه سبحانه وتعالى للدنيا : ( أتعبي من تبعك ) [1] ، وهكذا نشاهد انطباق هذه الجملة الشريفة على بشرية اليوم . وصدق اللَّه سبحانه وتعالى حيث ذكر في القرآن : * ( ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ والْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) * [2] ، فقد وضع اللَّه للكون والحياة نظاما خاصا والخروج عن هذا النظام يسبب الفساد ، ولذا قال : * ( لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) * [3] ، وهذا البعض هو ما يذوقه الإنسان جزاء فساده .
[1] من لا يحضره الفقيه : ج 4 ص 363 ح 5762 ب 2 ، بحار الأنوار : ج 73 ص 87 ح 51 ب 122 و ج 87 ص 137 ح 4 ب 6 ، وفي ج 38 ص 99 ح 18 ب 61 ، ( إن اللَّه جل جلاله أوحى إلى الدنيا أن أتعبي من خدمك واخدمي من رفضك ) . [2] سورة الروم : الآية 41 . [3] سورة الروم : الآية 41 .