وقد أدّى - مثلا - غرق ناقلة نفط واحدة سنة 1396 ه « 1976 م » بحمولتها البالغة « 109 ألف » طن إلى إضرار مادية تقدّر بأربعمائة مليون فرنك فرنسي ، وتسبب في حرمان « 40 ألف » عائلة من عملها الذي قوامه صيد الأسماك . هذا بالإضافة إلى الإضرار التي ألحقت بالنباتات والحيوانات البحرية ، والتي من الصعب تقديرها . ومثل هذه الإضرار تمتد أحيانا عقودا من الزمان . وتشكل قطرات النفط طبقة دقيقة جدا تعزل الماء عن الوسط الخارجي وتمنع بالتالي التبادل الغازي فتنتشر قطرة واحدة من النفط على مساحة يصل قطرها إلى « 150 سنتمتر » كما ويغطي طن واحد من النفط مساحة قطرها « 12 كيلومترا » ، ويشكل النفط طبقة على سطح الماء تتراوح سماكتها بين « 1 سنتمتر إلى 2 سنتمتر » ، فينقطع التفاعل بين الأوكسجين الخارجي والأوكسجين الموجود في الماء ، وكثيرا ما يعلو من مثل هذا السطح البخار الملوث ، مما يضرّ الزرع والإنسان بإضرار بالغة . المخلَّفات الصناعية والتلوث وإلى جانب النفط هناك مخلَّفات الصناعات التي تتجه صوب البحر ، وتعتبر مصدرا من مصادر التلوث ، فيتلوث الماء بالمعادن والأملاح الكيماوية المختلفة كمصانع الحديد والصلب والسيارات و . ومن المواد الملوثة التي تصل وبكميّات كبيرة إلى المياه ، مادة الزئبق وهي مادة شديدة السمّية ، فالصناعات الأمريكية وحدها تلقي سنويا حوالي « 500 » طن من هذه المادة في المياه ، والصناعات الفرنسية تلقي « 50 » طنّا كما يتسرّب ما حجمه « 250 ألف » طن من الرصاص إلى مياه البحار