مقدمة الناشر بسم اللَّه الرحمن الرحيم تلوّث البيئة : مشكلة العصر . التي عجز الإنسان أن يجد لها حلاًّ ، فهل للإسلام موقف واضح منها ؟ وهل بمقدور علماء الإسلام أن يجدوا حلاًّ لهذه المشكلة الإنسانية الكبرى ؟ وماذا أعدّ المسلمون من وسائل لمكافحة مرض الحضارة الذي يحمل اسم التلوّث البيئي . هذه الأسئلة الحائرة وغيرها تجدها عزيزي القارئ في هذا الكتاب . وهي أسئلة لن تبقى حائرة طالما أنّ الإسلام وضع لكل أمر حكما ، ولكل مشكلة حلاًّ ، ولكل ظاهرة تفسيرا ، ولكل مرض علاجا . فطالما كان الإسلام دين البشرية الذي يواكب التقدم الحضاري ويستوعب مشكلات الحضارة ، فإنه لم يهمل قضية كبرى مثل البيئة ، ولم يغفل عن وضع الحلول الناجعة لمظاهرها السلبية وأمراضها العديدة . فتلويث البيئة نوع من الاعتداء الذي حرّمه الإسلام ، ونهى عنه القرآن الكريم عند ما قال : * ( وتَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسارِعُونَ فِي الإِثْمِ والْعُدْوانِ ) * [1] وقال أيضا : * ( وتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ والتَّقْوى ولا تَعاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ