الرجوع إلى إحضان الطبيعة وكلَّما رجعنا إلى الطبيعة في مختلف مجالات حياتنا وكلَّما رجعنا إليها في التداوي بالأعشاب رجعت إلينا سلامتنا وسعدنا بحياتنا ، قال رسول اللَّه « صلى اللَّه عليه وآله وسلم » : ( بورك لمن أكثر أوانيهم الخزف ) ، وقال ابن سينا : « خير دواء الأمراض للإنسان هو الدواء الذي يكون من أرضه » . وكلَّما رجعنا إلى الطب العشبي ، وكلما التزمنا بالأساليب الصحية الإسلامية كالكحل والنورة والعطر والحجامة والفصد والسواك من شجر الأراك والالتحاء - الذي هو سبب لحفظ العين والأذن والفم والحنجرة وما أشبه ذلك - وأكل الملح والخل مع الطعام ، وعدم الزيادة في أكل اللحم أو أكل الطعام أو ما أشبه ذلك رجعت إلينا صحتنا ووقينا أنفسنا شرّ الأمراض ، وكلَّما أسرعنا في تزويج أبنائنا عند بلوغهم سن الرشد أوقفنا ابتلاءهم بالفحشاء وبمختلف الأمراض . فكلَّما اقتربنا إلى الإسلام اقتربنا إلى الصحة أيضا . وإني لأتذكر في مدينتنا كربلاء المقدسة حيث كان عدد سكانها آنذاك لا يتجاوز المائة وخمسين ألف نسمة [1] لم يكن فيها سوى شخص واحد يرتدي نظارات ، وقد بلغ هذا الرجل السبعين من عمره وكان يتكئ على عصاه عند مشيه لوجع في رجله ، أما مرض ضعف القلب والبروتستات وما أشبه ذلك ،
[1] وفق إحصاء أجراه السيّد محمّد الصدر رئيس الوزراء في العهد الملكي سنة 1367 ه « 1948 م » .