( الجواب ) جرت سنة الله العظيم في كتابه : ان يقسم لمخلوقاته العظيمة البركة العميمة الفائدة كالشمس والقمر ، والنون والقلم ، والرياح الذاريات ، والمرسلات ، كما يقسِم بالقرآن الذي هو شمس الهداية الحقيقية ، وهداية الأرواح ، والنفوس والعقول ، بل بما دون ذلك كالصبح ، والليل والجواري الخنَّس ، والكواكب الكنّس ، وأمثال ذلك مما هو كثير في الكتاب الكريم ، وحيث ان التين والزيتون من الأطعمة العظيمة الخير والبركة فأن التين فاكهة وحلوى رطبة نافع وجافة أنفع وهو غذاء ودواء وطعام وأدام وفيه منافع كثيرة ، ومثله الزيتون ولعله أشرف ، والطف وأعظم بركة ونفعاً باعتبار دهنه التي لا تعد ولا تحصى منافعه وخيراته وخواصه ، وآثاره ، وهو مع انه من أحسن الأدام ، والصبغ للآكلين فيه منافع عظيمة وخواص بليغة في المعالجات فلهذا حسن القسم بهما لعظيم فائدتهما ، هذا كله بناء على ان المراد بهما تلك الثمرتان ، أو الشجرتان المباركتان ، ومن الجائز