بل [ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ ] وقاعدة الشيخ الرئيس ( 4 ) كل ما قرع سمعك - إلى آخرها ( 5 ) اما في الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة فلا أتخطر دليلاً في ذلك معتبراً ان يعتمد عليه ، نعم في خواص بعض الاعمال المستحبّة كغسل الجمعة ربما يوجد ان من غواصها حفظ الجسد من البلا وعلى فرضه فلا بد أن يكون المراد إلى مدة ما وإلا فكل شيء فان ولا يبقى إلا وجهه الكريم وبقاء الأجسام وتلاشيها ببطء أو سرعة يختلف باختلاف استعدادها والتربة التي يدفن فيها ورب جسد يبقى مائة سنة وآخر إلى جنبه تلاشى بخمسين سنة ولله البقاء ومنه البدء وحده واليه المعاد . حرره الفقير : محمد الحسين آل كاشف الغطاء في مدرسته العلمية بالنجف الأشرف ( ربيع الثاني - 1368 ه )
( 1 ) أبو علي عبد الله بن سينا البلخي البخاري الفيلسوف الطائر الصيت رئيس فلاسفة الإسلام صاحب المصنفات المشهورة توفي ( 427 ) ه ودفن ب ( همدان ) وهو القائل في حق أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) ( علي بين الخلق كالمعقول بين المحسوس ) انظر أعيان الشيعة ج 26 ص 298 ط دمشق وغيره من كتب التراجم والرجال للفريقين . ( 2 ) إشارة إلى القاعدة أو النصيحة التي ذكرها الشيخ الرئيس ابن سينا « ره » في النمط العاشر من كتابه ( الإشارات ) وقال : ( نصيحة : إياك أن يكون تكيسك وتبرؤك عن العامة هو ان تبرئ منكر الكل شيء فذلك طيش وعجز وليس الخرق في تكذيبك ما لم يستبن لك بعد جلبته دون الخرق في تصديقك به ما لم تقم بين يديك ببينة بل عليك الاعتصام بحبل التوقف وان أزعجك استنكار ما يوعاه سمعك ما لم تتبرهن استحالته لك فالصواب ان يسرح أمثال ذلك إلى بقعة الإمكان ما لم يذدك عنه قائم البرهان ) وقال المحقق الطوسي ( قدس سرّه ) في شرحه : ( والغرض من هذه النصيحة النهي عن مذاهب المتفلسفة الذين يرون انكار ما لا يحيطون به علماً : حكمة وفلسفة والتنبيه على ان انكار أحد طرفي الممكن من غير حجة ليس إلى الحق أقرب من الإقرار بطرفه الأخر من غير بينة بل الواجب في هذا المقام التوقف ) . القاضي الطباطبائي