responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 259


الحركة أوّل ما خلق الله النفس الرحماني [1] والعقل الكلي فان منه الحركة نزولاً واليه الحركة صعوداً اللهم لك الجود وأنت الجواد ومنك الوجود والإيجاد ، ومنك البدء واليك المعاد ، النور واحد أحدي بسيط لا تعدد فيه ولا تكرار ، ولكن إذا أشرق على هياكل الممكنات ظهرت الأشباح والظلال على حسب القابليات ، فالنور سطع من شمس الشموس وروح الأرواح وغيب الغيوب والأظلة هي الوجودات الامكانية والقابلية هي حدود الماهية والأعيان الثابتة ، ألم تر إلى ربك كيف مد الظل باشراق شمس الحقيقة عليه بسطاً ثم ينطوي ذلك النهار وتلك الأنوار فلا يبقى أثر لظله ولا لذي ظل قبضاً ولكن قبضاً يسيراً ، فتدبر نكبة اليسير هنا أحسن التفكير ، وحقاً إذا أشرقت الشمس انطمست الكواكب وزالت الأشباح والأظلَّة وقامت القيامة وأتى النداء من معاقد عرش العظمة وسبحات وجه الجلال والجبروت - لمن الملك اليوم - لله الواحد القهّار ، وكل شيء هالك إلا وجهه وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام تندك الجهات ويبقى الوجه ثم قبضناه أي قبضنا وجه الكائنات وظل الممكنات إلينا قبضاً سهلاً يسيراً ، وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر .
وعساك قد اقتنعت بما أترعت لك من البيان في تصوير المعاد



[1] قد تكررت في عبارات هذا السفر الجليل كما في عبائر كثير من الحكماء والعرفاء خاصة في كتب صدر المتألهين ( قده ) التعبير عن أول ما خلق الله تعالى تارة « بالنفس الرحماني » وأخرى « بالحق المخلوق به » وثالثة « بالرحمة التي وسعت كل شيء » اما الأول فالمشهور انه بفتح الفاء . والنفس عبارة عن الهواء الذي يدخل الفم والأنف حال التنفس في الرئتين ويخرج منهما إلى الخارج . وهذا الهواء النقي ضروري لاستمرار حياة الإنسان الحي بل لكل حي ذي الرئة باصلاح الدم الفاسد بواسطة الرئتين في حركتي الشهيق والزفير وأحالته إلى دم احمر شرياني بعد ان كان اسود وريدياً . وهذا الهواء الداخل والخارج باعتماده على المخارج يصير حروفاً مختلفة بالنوع . وذلك الهواء بمنزلة الوجود وانبساطه والمخارج بمنزلة الماهيات الممكنة والحروف المختلفة بمنزلة مراتب الماهيات المختلفة المتكثرة والنفس بمنزلة حقيقة الوجود الصرف والبحث البسيط وغيب الغيوب ولذا قال بعض الكابر من أساتذة الحكمة والعرفان في مقام التمثيل : ( النفس الرحماني كالنفس الإنساني ونسبة الماهيات الممكنة إلى النفس الرحماني كنسبة الحروف والكلمات إلى النفس الإنساني فكما ان الحروف والكلمات عين النفس الإنساني في الخارج ومتحدة معه ومتحصلة به فكذلك الماهيات عين النفس الرحماني ومتحدة معه ومتحصلة به ) قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً . والغرض من هذه الكلمات اثبات المثال له تعالى لا اثبات المثل له فإنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير كما في التنزيل المجيد . واحتمل بعض أساتذتنا دام بقاه ان التعبير بالنفس الرحماني لعله اقتباس من قوله تعالى : والصبح إذا تنفس حيث انه شبهوا هذا النور أعني نور الوجود المنبسط على هياكل الممكنات بتنفس الصبح واشراق نور الشمس وانبساطه كما أشرق ذلك النور على الماهيات وأخذ كل واحد منها من هذا النور بقدرها [ أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا ] . واما الثاني أعني التعبير بالحق المخلوق به فأنهم قالوا ان المراد بالحق ههنا هو الثابت ولما كان هذا الوجود ثابتاً بذاته فلذا أطلق عليه الحق وكونه مخلوقاً به لكون الماهيات موجودة به . وأما الثالث فهو اقتباس من قوله تعالى : ورحمتي وسعت كل شيء . لأن المراد من الرحمة هو الخير والفيض الفائض من الفياض والانعطاف والإحسان منه ولما كان الفيض المنبسط خيراً بل هو الخير الفائض وشاملاً لجميع الموجودات عبر عنه بها كما صرح به بعضهم . = = واما الاختلاف في التعبير فإنما هو بحسب الاصطلاحات كما أشار به شيخنا الإمام دام ظله فيما سبق من كلامه الشريف انظر صفحة 206 . القاضي الطباطبائي

259

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست