responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 249


طرفه ومبارحة أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) المدينة إلى المدائن لتجهيز سلمان ( ره ) ورجوعه من ليلته بل وما هو أشد غرابة من ذلك وهو حضوره عند كل محتضر في شرق الأرض وغربها من مؤمن أو منافق ( يا حار همدان من يمت يرني ) يسهل عليك تصور هذه القضايا الخارقة لنواميس الطبيعة يسهل إليك تصورها بل والتصديق بها ، نعم وانما يستعصى علينا الاذعان بها ويجعل عندنا هذا القبيل من المستحيل انغمارنا في المادة وانطمار أرواحنا في مفازات الطبيعة فلا نبصر ولا نتعقل إلا من وراء حجبها الكثيفة . ومن للأعمى والأكمه ان يرى نور الشمس أو يستلذ بلحن نغمات الأوتار وليس عندنا لرد هذه الأنوار سوى الانكار وسد باب الاعتبار ، أرأيت هذين الملوين المتعاقبين على هذه الكرة ؟ لو قيل لك : ان أحداً يراهما دفعة واحدة بعينه هل تعد هذا المقال إلا من المحال ، ولكن لو كان في إحدى كواكب المجرة التي تبعد عن نظامنا الشمسي ملايين الملايين من الأميال ذو بصر حديد وأيد شديد نظر إلى الأرض لا بصر الليل والنهار فيها بآن واحد يعني يرى وجهها المقابل للشمس والمعاكس له دفعة واحدة وما ذاك ألا لأنه ترفع عن أفق الزمان والمكان وخرج عن الحدود والقيود ولو ان البدن المثالي بما فيه من الروح تكاملت ملكاته وتعالت روحياته لغلبت قوته على هذا البدن العنصري وسار أو طار به حيث شاء كما ربما ينقل مثل ذلك عن بعض المرتاضين من العرفاء الواصلين وقد قيل لبعضهم انه روي ان عيسى ( عليه السّلام ) مشى على الماء فقال : لو كمل يقينه لمشى على الهواء ولعل إلى هذا ومثله الإشارة في الحديث القدسي المعروف ( أطعني تكن مثلي أقول للشيء كن فيكون وتقول له : كن فيكون ) .

249

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست