responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقل والبلوغ ( عند الإمامية ) نویسنده : الشيخ حسين الكريمي القمي    جلد : 1  صفحه : 122


والصوت الحسن مع الحواسّ وتنافر أنكر الأصوات معها - كذا نجد ملاءمة العدل لأنفسنا ومنافرة الظلم لها ، وأنّ فاعل العدل يستحقّ المدح والأجر ، وفاعل الظلم يستحقّ الذمّ والعقاب .
ويدلّ عليه القرآن في جملة من آياته ، وقد مرّ نقل بعض الآيات عند البحث عن ذلك سابقاً ، ونضيف هنا بعضاً آخر ، منها : قوله ( تعالى شأنه ) في قصّة هابيل وقابيل : ( لئن بسطت إليَّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إنّي أخافُ الله ربّ العالمين * إنّي أُريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين * فطوّعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين ) [1] حيث إنّه لا شكّ في أنّه حين وقوع ذلك القتل لم يكن هناك مجتمع بشريّ يحتاج إلى وضع القوانين المدنيّة وجلب توافق آرائهم ; لأنّ عدد نفوس الناس آنذاك - على ما في الروايات - لم يكن يتجاوز عن أربع نفرات ، كما لا شبهة في أنّ المستفاد من الآيات السابقة أنّ القتل أمر قبيح ومستوجب لاستحقاق النار ، كما أنّ فيه اللوم والعار ، ويستفاد منها أيضاً كون النفس أمّارة بالسوء وهي التي أمرت قابيل بقتل أخيه فأصبح من الخاسرين ، وأنّ النفس تدرك فجورها وتقواها ، وأنّ الفطرة الخالصة البشريّة تنزجر عن الإثم والطغيان ، ولذلك لم يقابل هابيل أخاه بذلك العمل الشنيع ، فما الباعث لهابيل على حفظ نفسه من رذيلة القتل ، ولقابيل لارتكابه ، إلاّ نفسهما ؟ ! فتأمّل .



[1] المائدة : 28 - 30 .

122

نام کتاب : العقل والبلوغ ( عند الإمامية ) نویسنده : الشيخ حسين الكريمي القمي    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست