إسم الكتاب : العقل والبلوغ ( عند الإمامية ) ( عدد الصفحات : 184)
303 ه ق ) وابنه أبو هاشم ( المتوفّى سنة 321 ه ق ) ولكلّ من تبعه من المذكورين عقائد خاصّة به . أقول : وكان فيهم جمع من العلماء المعروفين كالزمخشري وابن أبي الحديد والمطرّزي والقاضي التنوخي ، وتبعهم في بعض الأُمور - كالعدل والحكمة وما يرتبط بهما من الحسن والقبح الذاتي - الزيديّة والشيعة ، وصرّح الشهرستاني والزمخشري بأنّ أبا حنيفة كان من الزيديّة وبايع محمّد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن أبي طالب الملقّب بالإمام ، وبذلك حبسه المنصور حتّى مات في الحبس [1] . وأمّا الأشاعرة فهم أصحاب أبي الحسن عليّ بن إسماعيل الأشعري ( المتوفّى سنة 324 ه ق ) وهم ينكرون ما اختصّ به المعتزلة ، فيقولون بعدم الحسن والقبح العقلي وما يتفرّع عليه من القول بعدل الباري وحكمته عقلا ، وينكرون قاعدة اللطف والمنزلة بين المنزلتين ، وهم قائلون بالجبر وجواز التكليف بما لا يطاق وغير ذلك من العقائد المختصّة بهم ، وكان فيهم جمع من العلماء المعروفين مثل إمام الحرمين والغزالي والباقلاّني وصاحب المواقف والمقاصد والقوشجي والفخر الرازي والشهرستاني والخطيب البغدادي والبيضاوي وابن خلّكان وعبد الرحمن الجامي ، وإن كان لهم مقالات خاصّة تخالف بعض آراء مؤسّس عقائدهم ( أبي الحسن الأشعري ) وهم قائلون بأنّ الواجبات كلّها سمعيّة ، والعقل لا يوجب شيئاً ولا يقتضي تحسيناً ولا تقبيحاً ، وشكر المنعم وإثابة المطيع وعقاب العاصي تجب
[1] الملل والنحل : الفصل السادس / في الجارودية ج 1 ص 158 .