ثم قال تحت عنوان : " بداية السكة واختراعها " ما هذا ترجمته : " نشأ اختراع السكة على ما هو المعروف من المائة السابعة قبل الميلاد في مملكة اللوذية ( ليديا ) كما كتب هيرودت في المائة الخامسة قبل الميلاد أن أول من ضرب السكة من الذهب والفضة ، من بين الأقوام والملل التي نعرفها أهالي ليديا " [1] . " فقد ثبت في عصرنا هذا على ما حققه العلماء الباحثون أن اختراع السكة ، كان في أيام آل مرمناد [2] ، فخمسة منهم قد ملكوا في ليديا [3] التي يقال لعاصمتها " ساردس " - وفي الفرس الهخامنشي " سپردا " [4] - وقد ملك آل مرمناد قطعة من آسيا الصغيرة : من سواحل بحراجه إلى نهرها ليس ( وفي عهدنا قزل ايرماق ) ، ففي الثغر الجنوبي الغربي من ليديا كانت أرض يوينا ( وفي الفرس الهخامنشي يوانا ) وقد انضمت إلى دولة ليديا من المائة السابعة قبل الميلاد " " فجمع من العلماء على أن اليونيين ( المهاجرين اليونانيين ) هم الذين كانوا مستعملين لخدمة الدولة وضربوا السكة في ليديا بأمرهم فالعالمون في هذا الاختراع الذي هو بعد اختراع الخط والكتابة من أعظم الاختراعات ، مرهونون لخدمتهم واختراعهم ، وأقدم مسكوك يوجد الآن فهو للمائة السابعة قبل الميلاد " . " ابتدء ضرب السكة من عهد قيقس ( گيگس ) أول ملوك آل مرمناد ، وكان حيا على ملكه على ما في بعض المنقوشات الأشورية حتى سنة 660 قبل الميلاد ، ثم زاد أمر السكة بهاء ورواجا في عهد الملك الخامس منهم " كروسوس " ، وكروسوس هذا آخر ملوك آل مرمناد ، وهو الذي انهزم سنة 547 أو 546 قبل الميلاد من كورس وصارت بلاده من أجزاء المملكة الانبراطورية الهخامنشية "