responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الحسيني نویسنده : والد البهائي العاملي    جلد : 1  صفحه : 46


وافرا خصوصا حال عبادته ولا يمكن الشيطان من الاستيلاء عليه في كل الأوقات فيصير عبد سوء ويبعد عن رضا الله وثوابه ويحرم التوفيقات الإلهية و يصير من الأخسرين أعمالا نعوذ بالله من ذلك ولا يخفى أن كثرة التعلقات الدنيوية لا يحصل معها تمام الإقبال على الله تعالى إلا للمؤيدين من عنده كالأنبياء والمرسلين والأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين فإنهم ما كانوا يشغلهم عن الله شاغل أصلا لصفاء نفوسهم وعلو همتهم وكثرة علمهم بعظم الله وجلاله وأما من عداهم فبقدر تعلقهم بالدنيا يبعدون عن الله وتعالى لقصور نفوسهم ولهذا كان بعض الملوك والأكابر إذا كثر علمهم بالله وعلمت همتهم ولحظتهم العناية الربانية تركوا الدنيا وتعلقوا بالله وحده كإبراهيم بن أدهم وبشر الحافي وأهل الكهف فإنهم لكمال رشدهم لا يرضون أن يشتغلوا قلوبهم بغير الله لحظة عين ولكن هذه مقامات مات آخر ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ولا يسقط الميسور بالمعسور والحاصل أنه بقدر همة الإنسان ورشده يكون تعلقه بالله تعالى سواء كان مع ذلك تعلق بالدنيا أم لا قل ذلك التعلق أم كثر هذا آخر ما تيسر كتابته امتثالا للأوامر العالية لا زالت عالية إلى يوم الدين كتبناه عجالة الوقت مع شغل البال وتشتت الحال ليكون أنموذجا للحضرة المؤيدة المسددة ليترقى بفكره الصائب وفهمه الثاقب إلى ما هوا على مرتبة من ذلك فإنه غصن الشجرة النبوية بل ثمرة تلك الأغصان العلوية جعله الله في الدنيا محفوظا برعاية

46

نام کتاب : العقد الحسيني نویسنده : والد البهائي العاملي    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست