نام کتاب : الصلاة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 20
الإلهيّة فقد تبرق بارقة خير فيتوجّه الإنسان حينئذاك إلى الله سبحانه ، وإذا حاول جاهداً أن لا تنطفئ هذه البارقة الربّانيّة فإنّ الشيطان يتركه وعندئذ تتبدّل هذه البارقة شيئاً فشيئاً إلى النور الدائم والحضور الكامل . فالخسارة كلّ الخسارة هي أن نمهّد بواعث الغفلة مختارين ، لأنّ همّ الشيطان هو أن يجرّنا إلى الغفلة بأيدينا وأن لا نستفيد من نفحات الربّ في أيّام الدهر كما روي " إنّ لربّكم في أيّام دهركم نفحات ، ألا فتعرّضوا لها " [1] . 2 - الإعراض عن اللغو إنّ الاشتغال باللغو والتكلّم به من العوامل الاختياريّة للوقوع في الغفلة والنسيان . فاللغو يضعّف إرادة الإنسان في المحافظة على القيم الإنسانيّة والإسلاميّة ، ويسلب منه توفيق الذكر وحضور القلب في الصلاة ، في حين أنّ حضور القلب في الصلاة أساس القيم المذكورة . إنّ الشخص الّذي يُوفَّق إلى حضور القلب الكامل في الصلاة لا يجتنب الذنب فحسب ، بل يجتنب أعمال اللغو كلّها . ولعلّ تقارُن الإعراض عن اللغو مع الخشوع في الصلاة في سورة " المؤمنون " إشارة إلى هذه النقطة ، قال تعالى : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ) . اللّهمّ اجعلنا من المفلحين مكّة المكرمة الأوّل من شعبان سنة 1417 ه