أوامره التي يصدرها لأمثال هشام بن الحكم لسوف تنفذ بحذافيرها - لأنه إنما يتكلم معهم من موقع الإمامة ، التي لا بد من طاعتها ، والانصياع لأوامرها - نجده « عليه السلام » ، حينما يمر على هشام بن الحكم وهو يبيع السابري [1] في الظلال ، يقول له : « يا هشام ، إن البيع في الظلال غش ، والغش لا يحل » [2] . وهذا يعطينا : أنه لا بد من مراعاة الحالات المختلفة التي من شأنها أن توقع خللاً في التعامل الصحيح ، وتوجب الحيف ، والتجني على الآخرين ، ولو بصورة غير مباشرة . كما أننا لا بد وأن نشير إلى هذه الدقة المتناهية للتشريع الإسلامي ، ومدى حرصه على سلامة المعاملة ، ومراعاة أصول الأمانة فيها ، حتى في مثل نسبة الانخفاض في مستوى الإدراك - بين أن تكون السلعة في الظل ، أو في غير الظل . . ولا أعتقد أن تشريعاً ، يهتم بالاحتراز عن الغش ، حتى ما كان منه بهذا المقدار إلا تشريع الإسلام ، الصادر عن الله الحكيم العليم ، والرؤوف الرحيم ، جل وعلا . . الحذر من التخيل الخاطئ : عن أبي عبد الله « عليه السلام » ، قال : مر النبي « صلى الله عليه وآله » على رجل ، ومعه ثوب يبيعه ، وكان الرجل طويلاً ، والثوب قصيراً ، فقال له : إجلس ،
[1] السابري : نوع من الثياب . [2] الوسائل ج 12 ص 208 و 343 ومن لا يحضره الفقيه ج 3 ص 271 ، والكافي ( الفروع ) ج 5 ص 161 والتهذيب ج 7 ص 13 .