مصدقاً في العشور ، فقال أنس : يا أمير المؤمنين ، تقلدني في المكس من عملك ؟ ! فقال عمر : قد قلدتك ما قلدني رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، قلدني أمور العشر ، وأمرني أن آخذ من المسلم ربع العشر ، ومن الذمي نصف العشر ، ومن الحربي العشر كله [1] . فإن الظاهر هو : أن هذه الرواية قد افتعلت لتبرير وضعه للعشور والمكوس ، رغم النهي والتأكيد ، المتكرر من رسول الله « صلى الله عليه وآله » عن ذلك ، ولم يكن في عهد رسول الله ، ولا في خلافة أبي بكر ، ولا شطراً من خلافة عمر نفسه مكوس ولا عشور . هل قبل علي « عليه السلام » العشور في خلافته ؟ : ونقل أنه : كان « يؤخذ العشور من المومسات زمن عثمان ، فجبوه إلى علي « عليه السلام » ، فرده » [2] . ولعل ذلك يشعر . . وكذلك عدم ورود نص يدل على أن علياً « عليه السلام » قد رد العشور ، وما ذكر « أنه رده منها ، فإنما هو خصوص هذا المورد - لعله يشعر - بأن علياً « عليه السلام » كان مضطراً لقبول ذلك ، حيث لم يكن
[1] آثار الحرب في الفقه الإسلامي ص 524 - 525 هامش ، عن المغني لابن قدامة ج 8 ص 518 وراجع : مجمع الزوائد ج 3 ص 70 ، وراجع أيضاً : نصب الراية ج 2 ص 379 . [2] نقله المحقق المتتبع الشيخ علي الأحمدي في مقال له عن : المصنف لابن أبي شيبة ج 11 ص 114 .