نام کتاب : السجود مفهومه وآدابه والتربة الحسينية نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 77
العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي قد جعلها ربي حقا ) [1] فلا ينافي أيضا ما تقرر في محله من حرمة السجود لغير الله عز وجل ، لأنه في الواقع كان إعظاما وشكرا لله عز وجل على ما أنعم عليهم من نعمة السلامة واجتماع الشمل ، ولم يكن سجود عبادة ليوسف عليه السلام ، فهذا ما يأباه كل من عرف مقام الأنبياء ومنزلتهم ودعوتهم الناس إلى نبذ الشرك والاعتقاد بالتوحيد الخالص . نعم ، فقد كان من بين أولئك الساجدين نبي الله يعقوب عليه السلام ، وهو ممن أخلص لله في كل شئ ولم يبث شكواه إلا لله قال تعالى : ( وإنه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) [2] . وتفسير السجود بهذا المعنى الذي ينسجم مع أصول العقيدة الاسلامية من حرمة السجود لغير الله ، هو ما أثبتته مدرسة أهل البيت عليهم السلام كما يدل عليه جملة من الروايات ، نكتفي بالإشارة إلى بعضها : عن أبي بصير ، عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال : . . . فلما دخلوا على يوسف في دار الملك اعتنق أباه فقبله وبكى . . . ثم دخل منزله فادهن واكتحل ولبس ثياب العزة والملك ثم رجع إليهم - أو خرج إليهم - فلما رأوه سجدوا له جميعا اعظاما وشكرا لله ، فعند ذلك قال : ( يا أبت هذا تأويل رؤياي قد جعلها ربي حقا ) إلى أن قال : ( بيني وبين اخوتي ) قال : ولم يكن يوسف في تلك العشرين سنة يدهن ولا يكتحل ولا يتطيب ولا
[1] سورة يوسف : 12 / 100 . [2] سورة يوسف : 12 / 68 .
77
نام کتاب : السجود مفهومه وآدابه والتربة الحسينية نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 77