responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السجود مفهومه وآدابه والتربة الحسينية نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 75


لصريح الآية المباركة ( واسجد لمن خلقت طينا ) [1] فإن إبليس إنما أبى عن السجود بادعاء أنه أشرف من آدم عليه السلام .
فلو كان السجود لله تعالى ، وكان آدم قبلة محضة لما كان في احتجاجه الذي سجله لنا القرآن الكريم معنى ، قال تعالى : ( ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين * قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين * قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين ) [2] وهذه الآيات صريحة بإرادة السجود ، وليس المتبادر منه هو القبلة .
الرأي الثالث : إن السجود لشخص آدم عليه السلام ، حيث كان بأمر الله تعالى ، فهو في الحقيقة خضوع لله وسجود له لكونه بأمره .
وبيان ذلك : أن السجود هو الغاية القصوى للتذلل والخضوع ، ولذلك قد خصه الله سبحانه بنفسه ، ولم يرخص لعباده أن يسجدوا لغيره .
غير أن السجود لغير الله إذا كان بأمر من الله تعالى كان في الحقيقة عبادة له وتقربا إليه ، لأنه امتثال لامره ، وانقياد لحكمه ، وإن كان في الصورة تذللا للمخلوق .
ومن أجل ذلك يصح عقاب المتمرد على هذا الامر ، ولا يسمع اعتذاره بأنه لا يتذلل للمخلوق ، ولا يخضع لغير الخالق حتى لو كان يأمره .



[1] سورة الإسراء : 17 / 61 .
[2] سورة الأعراف : 7 / 11 - 13 .

75

نام کتاب : السجود مفهومه وآدابه والتربة الحسينية نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست